مجوهرات وساعات

مقابلة مع ألبان دو مسنيل، المدير الإداريّ لكارتييه السّعوديّة

شقّ ألبان دو مسنيل، طريقه إلى دار كارتييه بعد حصوله على شهادتي هندسة وماجستير في الإدارة الماليّة. وفي نوفمبر 2017، أصبح هذا الأخير رئيساً مساعداً لكارتييه في المشروع الذي يهدف إلى إفتتاح فرع جديد للدّار في المملكة العربيّة السّعوديّة.

وفي خلال حدث إطلاق مجموعة Clash من كارتييه في المملكة، تسنّت لموقع أزياء مود فرصة الإلتقاء به ومناقشة بعض النّقاط المتعلّقة بالمجموعة ودور المجوهرات في المنطقة، إلى جانب مكانة كارتييه في السّوق السّعوديّة.

بصفتك المدير الإداريّ لكارتييه في المملكة العربيّة السّعوديّة، ما هي برأيك مكانة الدّار في هذه السّوق؟
الأمر الذي أجده ملفتاً جدّاً هو العلاقة الطّويلة الأمد التي تربط كارتييه بالمنطقة وهذا ما يميّزها عن باقي العلامات الرّاقية. فأنتم تعرفون حتماً قصّة جاك كارتييه التي تعود إلى سنة 1912. إنّنا نكرّر هذه القصّة دائماً ومن الواضح أنّها تجسّد تاريخاً طويلاً جدّاً يربطنا بالمنطقة فالأمر يتخطّى كوننا نستفيد من هذه العلاقة لمصلحتنا فحسب. فزار كارتييه هذه المنطقة منذ 100 عام وعاد إلى بلاده بعد تكوين صداقات وعيش قصص لا تزال موجودة في كتبه. كما أنّهُ إستوحى من أمور عدّة هناك مثل الفنّ الإسلاميّ الذي لا يزال يكوّن جزء من تراثنا. لذلك، أعتقد أنّ علاقة الدّار بالمنطقة مميّزة جدّاً. وفي خلال المئة سنة التي تلت زيارته للمنطقة للمرّة الأولى، إستمرّت الدّار طبعاً في تطوير علاقتها مع المنطقة إلى أن قرّرنا منذ سنة ونصف التّحرّك بشكل أسرع وتطوير العلاقة لكي يكون للدّار وجود مباشر في المملكة العربيّة السّعوديّة. فبالنّسبة لنا، هذه السّوق مهمّة جدّاً وكان التّوقيت مثاليّاً للقيام بهذه الخطوة، إذ كان بإمكاننا تأمّل كلّ هذه التّغيّرات التي حصلت في المملكة في السّنوات الماضية. نرغب أيضاً في تحسين مستوى الخدمة لتكون مطابقة للمعايير الدّوليّة للتّفوّق، تماماً مثلما فعلنا في باريس.

إلى أيّة درجة تحاكي قِيَم الدّار ذوق النّساء السّعوديّات في ما يختصّ بالمجوهرات؟
أظنّ أنّ أمامنا فرص عدّة للإلتقاء بزبوناتنا في خلال الفعاليّات والمجموعات المتعلّقة بالبوتيكات. فالهدف هو معرفة النّظرة التي تقرّب الدّار منهنّ. وتشير ردود الفعل التي تلقّيناها بشكل مستمرّ إلى أنّهنّ يعتبرن كارتييه مرجع الرّقيّ في عالم المجوهرات. ولا أزال أتذكّر ردّة فعل رائعة تلقّيناها من إمرأة سعوديّة منذ ستّة أشهر. فعبّرت هذه الأخيرة عن رأيها بكارتييه قائلة أنّها الدّار التي تشكّل جواز سفر للمرأة لتشعر بأنوثتها في المملكة العربيّة السّعوديّة. أظنّ أنّ ما قالته هذه المرأة خير دليل على مكانتنا المميّزة اليوم في المملكة.

برأيك الخاصّ كيف ستكون ردّة فعل النّساء العربيّات في ما يختصّ بالتّصاميم الحديثة غير الإعتياديّة مثل قطع مجموعة Clash الجديدة؟
إنّنا متواضعون طبعاً، إذ تمّ إطلاقها البارحة ولا نحبّ الإستعجال. ولكن أؤمن أنّ هذا الإبداع الجديد متماسك جدّاً ويحاكي ذوق النّساء السّعوديّات حتماً. أوّلاً، نعلم ما الذي يلفت نظر السّعوديّات في المجوهرات؛ إنّهن في بحث مستمرّ عن أحدث التّصاميم والعلامات المهمّة وأعتقد أنّ مجموعة Clash هي المجموعة الرّائجة الجديدة التي تحمل توقيع دار مهمّة جدّاً. إنّها تجسّد أسلوب كارتييه الفريد من نوعه بشكل مثاليّ. أظنّ أنّها ستكون عند حسن ظنّهنّ وتلبّي توقّعاتهنّ. ويمكننا أيضاً أن نقول أنّه ليست من عاداتنا أن نطلق مجموعة مكوّنة من خاتم وسوار وأقراط. إنّها بمثابة عائلة مكتملة.  وطبعاً حرصنا أيضاً على أن تكون المجموعة محدودة الإصدار ومفعمة بالألوان في الوقت عينه وقد نطلق تصاميم جديدة في المستقبل تطبّق هذا المفهوم.

كيف كان إنطباع السّوق الأوّل عن هذه المجموعة؟
كان ظهور المجموعة الأوّل في الشّرق الأوسط البارحة. فتفاجأنا بشكل إيجابيّ بردود الفعل. أحدثنا ضجّة كبيرة طبعاً؛ أظنّ أنّ التّواصل الرّقميّ كان قويّاً جدّاً ولا شكّ في أنّكم شاهدتم فيديو كايا سكوديلاريو الذي يمثّل بشكل مثاليّ مفهوم المجموعة. فأثار هذا الأمر إهتمام المنطقة بشكل ملحوظ. تلقّينا إتّصالات عدّة للإستفسار والحجز. فأحبّت الزّبونات المنتج الأوّل الذي عرضناه في البوتيك فوراً. وكان ذلك في اليوم الأوّل لذلك يجب أن نكون حذرين، غير أنّنا واثقين جدّاً من أنفسنا وإبداعنا.

ما الجانب الذي تمثّله هذه المجموعة من شخصيّة الإمرأة السّعوديّة؟
لطالما أثارت النّساء السّعوديّات إنتباهي، إذ إنّهنّ يتّبعن التّقاليد وينقلن الثّقافة في العائلة من جيل إلى جيل. لذلك، يجب أن يجدن صدىً قويّاً لشخصيّاتهنّ في هذا الإبداع.

ما الذي يميّز هذه المجموعة؟
أوّلاً، إسم Clash يعتبر غريباً جدّاً. وتكمن وراءه هويّة الإزدواجيّة. إنّه بمثابة صراع بين شخصيّتين. أظنّ أنّه مفهوم مثير جدّاً للإهتمام وبخاصّة في هذه المنطقة. وتتّسم العمليّة الإبداعيّة التي أدّت إلى ظهور هذه المجموعة أيضاً بمفهوم الإزدواجيّة. فأحياناً يكون المفهوم الكائن وراء مجموعة كلاسيكيّة جدّاً متّسماً بطابع غير إعتياديّ. إنّها تتضمّن تصاميم تجمع بين الأطراف الحادّة والأجزاء المتّخذة شكل خرز سلس جدّاً. وتتميّز التّصاميم أيضاً بحرّيّة التّحرّك، كما أنّها في الوقت نفسه جامدة لا تتحرّك.

هل تعتقد أنّ النّساء العربيّات يملن أكثر إلى القطع الملوّنة أم يفضلّن التّصاميم المصنوعة من الذّهب فقط؟
كنت أقول في بداية مقابلتنا أنّه لدينا مجموعة أمور نركّز عليها بشكل منتظم، كما أنّنا نقوم بدراسات إستقصائيّة، إذ نريد أن نبدع تصاميم تلبّي رغبات وطلبات النّساء. من الآراء الدّائمة التي نتلقّاها تقريباً من كلّ مجموعات التّركيز على طلبات الزّبونات هو أنّهنّ يشعرن بعلاقة وثيقة تربطهنّ بتصاميمنا الأيقونيّة: وتحتلّ مجموعة Love المرتبة الأولى، في حين نتلقّى طلب كبير على مجموعة Juste Un Clou وينطبق ذلك على النّسخات المصنوعة من المعدن فقط وتلك المرصّعة أيضاً. وفي الوقت عينه، تعرفون أنّنا نظّمنا أوّل حدث دوليّ في قصر الملك فيصل في الرّياض منذ شهرين. كان حدثاً جميلاً عرضنا في خلاله مجموعة Coloratura، أحدث مجموعة مجوهرات راقية لدينا. ويدلّ إسمها على أنّها مفعمة بالألوان الآتية من كلّ أرجاء العالم. وكانت ردود الفعل مذهلة جدّاً. فبرأيي الشّخصيّ تحبّ النّساء السّعوديّات التّصاميم المصنوعة من المعدن فقط ويعشقن الألوان أيضاً في الوقت عينه. هذا بالإضافة إلى التّصميم الفريد من نوعه الذي يلفت أنظارهنّ. وكانت ردود الفعل على مجموعة Cactus إيجابيّة أيضاً والأمر سيّان بالنّسبة لمجموعة Clash. فبرأيي تلبّي جوانب مجوهراتنا المختلفة بعضاً من توقّعاتهنّ. وطبعاً لا شيء يحلّ مكان الأيقونات ولكن نجاح مجموعتيLove  و Juste Un Clou لا يمكن إنكاره حتماً.

ماذا عن السّاعات؟
لقد أطلقنا مجموعة Santos السّنة الفائتة وأطلقنا مجموعة Panthère منذ سنتين. إكتسبت المجموعتان نجاحاً باهراً فعلاً في المملكة. وسنطلق بعض السّاعات الملفتة هذه السّنة أيضاً. تتّسم الدّار بتوقيعها المميّز في ما يختصّ بعالم السّاعات ومن أهمّ تصاميمها Ballon Bleu التي تشكّل مرجعاً لكثيرات من النّساء السّعوديّات.

من أولئك الذّين يقدّمون هدايا لنسائهم إلى الذين يشترون تصاميم لأنفسهم، ما الدّور الذي يلعبه الرّجال في عالم المجوهرات في المملكة العربيّة السّعوديّة؟
بشكل عام النّساء هنّ المسيطرات في عالم المجوهرات. وذلك بنسبة 80 إلى 85 بالمئة برأيي. ولكن أنت على حقّ، مفهوم تقديم الهدايا يشكّل سبباً مهمّاً جدّاً لزيارة بوتيك كارتييه ولإسعاد الأحبّاء. وفي العادة تكون الهدايا عبارة عن سوار رفيع من مجموعة Love مثلاً أو تصاميم جلديّة صغيرة تقدّمها المرأة لزوجها مثلاً. فتقديم الهدايا يلعب دوراً مهمّاً جدّاً في هذه المنطقة. 

هل نسبة مبيعات أقلام الحبر عالية في هذه المنطقة؟
أجل، لدينا بعض التّصاميم المحدودة الإصدار وقطع حصريّة للمنطقة التي هي عبارة عن تصاميم موجودة في الأساس، غير أنّنا نقترح ألواناً جديدة لها. هذه التّصاميم ناجحة جدّاً في العادة وبخاصّة في المملكة العربيّة السّعوديّة.

هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن الأكسسوارات والتّصاميم الجلديّة؟
التّصاميم الجلديّة الصّغيرة الحجم هي في العادة مخصّصة لتقديمها كهدايا. فمن المألوف جدّاً أن يتمّ تقديم الهدايا في الثّقافة المحلّيّة وفي كافّة المناسبات. فأجل، إنّ لهذه التّصاميم أهمّيّة كبرى هنا. تعتبر المحافظ أهمّ التّصاميم الجلديّة الصّغيرة. ولكن للحقائب أيضاً أهمّيّة. فشكّلت حقيبة C de Cartier مثلاً جزءاً من مجموعاتنا في السّنوات الماضية. وأطلقنا مؤخّراً حقيبة Guirlande، الحقيبة الجلديّة الجديدة التي تحمل توقيعنا وتلقّينا ردود فعل إيجابيّة جدّاً في المملكة.

هل ستشهد المملكة العربيّة السّعوديّة على إنجازات الدّار المهمّة مثل الإمارات العربيّة المتّحدة؟
ليس هدف وجودنا في المملكة العربيّة السّعوديّة تقليد ما تفعله دبي ولكن أن تحاكي تصاميمنا أذواق السّعوديّات الدّقيقات جدّاً في طلباتهنّ. ولذلك نريد أن نتقرّب أكثر من هذه المنطقة. نريد أن نخلق ذكريات لا تُنسى لذلك سننظّم المزيد من الأحداث التي لا تشبه تلك التي تُقام في دبي أو أيّ بلد آخر. ولكن سيكون الأمر بمثابة لقاء يلبّي طلبات زبوناتنا السّعوديّات وضيوفنا من هذه المنطقة بشكل خاصّ. أعتقد أنّ حدث المجوهرات الدّوليّ الذي أقمناه في الرّياض مؤخّراً تلقّى ردوداً إيجابيّة. فكان هذا الأخير أكبر حدث لنا في المنطقة. وأقمنا أيضاً حدثاً جميلاً في جدّة منذ 3 أشهر لمجموعتي Cactus و Panthère  ونخبّئ لكم مفاجآت عدّة أخرى.

 

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال