اكسسوارات

أوغوستان دو بوفيفان في حديث عن علامة فوريه لو باج

بصفته المدير الإبداعي لعلامة فوريه لو باج، سافر أوغوستان دو بوفيفان إلى أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتّحدة لتطوير العلامة ورواية قصّتها المليئة بالتّاريخ. في خلال مقابلة في باريس – موطن العلامة، استكشفت أزياء مود الأسطورة الكامنة خلفها وإليكم ما رواه عن ماضيها وحاضرها، فيما أعطانا لمحة عن مستقبلها.

حدّثنا عن المسؤوليّتيْن اللتين تتولّاهما في فوريه لو باج – الإبداعيّة والتّجاريّة.

لأكون صريحًا، الوقت الذي أقضيه في المطبخ أكثر من ذلك الذي أقضيه في المطعم إذا صحّ التّشبيه.  بدأت بتولّي المسؤوليّتيْن لكنّني الآن منخرط أكثر في العمليّة الإبداعيّة. فقد أدركت أنّه ليس بإمكاني تولّي كلّ المسؤوليّات في الوقت نفسه. ومع نموّ العلامة، قد أصبح الأمر مستحيلًا. لا شكّ أنّني مهتمّ للغاية بما يجري في المطعم، لكنّني أقضي معظم وقتي في المطبخ.

بشعار يضمّ 1717 إشارةً إلى العام الذي تأسّست فيه فوريه لو باج للمرّة الأولى، ماذا يمكنك أن تخبرنا عن التّاريخ الكامن خلف العلامة؟

تأسّست علامة فويه لو باج في العام 1717، والبعض يقول حتّى أنّها تأسّست في العام 1716. وكان مؤسّسيها صاغة بالأساس، فكان اتّجاه العلامة مختلفًا تمامًا وكانوا يصنعون أسلحة للملوك والملكات. وفي الوقت نفسه، كانت تصنع فوريه لو باج المنتجات الجلديّة كنشاط. ففي ذلك الوقت، كان الرّجال فحسب يحملون حقائب يد ولم تبدأ النّساء بحملها سوى بعد الحرب العالميّة الأولى. وعندما اشتريتُ اسم "فوريه لو باج" حوالى العام 2010، كنت أفكّر في المزج بين الدّار الأولى والحدس والطّلب. ولهذا السّبب، أصبح شعار فوريه لو باج "التّسلّح من أجل الإغراء". فتجد كافّة حقائبنا مصدر إلهامها في الدّار الأولى بينما تعكس أسلوبًا من الفكاهة لأنّني أعتقد أنّها أفضل سلاح للإغراء. هذا هو أساس فوريه لو باج.

هل في هذا العنوان بدأ كلّ شيء؟

كان عنواننا الأوّل إلى جانب Palais Royal وما زال بإمكانك رؤية الأحرف أعلى المبنى. غير أنّنا قرّرنا الانتقال لأنّهم أرادوا إنشاء متحف. فالآن، 21 شارع كامبون هو المكان الذي فيه يحدث سحر المنتجات الجلديّة.

إنّ إعادة إحياء علامة مسؤوليّة كبيرة بغضّ النّظر عن تاريخها الطّويل. ما هي التّصاميم المختلفة التي أبتكرتها؟

على التّصاميم أنّ تتّسم بالتّوازن الصّحيح، لأنّنا إذا استوحينا من الماضي فحسب، نصبح بمثابة متحف من دون إحراز تقدّم. فوجدنا المزيج المثالي بين ما هو رائج اليوم، ومصادر الإلهام من الماضي، وخبرتنا الشّخصيّة. ولدينا هنا إحدى أحدث حقائبنا التي تحمل اسم Ladies First. إنّها مستوحاة من علبة الخرطوش وتضمّ تفاصيل عدّة مستوحاة من البزات. تجمع هذه الحقيبة بين الراحة والتّميّز في الأسلوب وبالنّسبة لي، إنّها مثاليّة. كما وتضمّ فتحة سرّيّة ترمز إلى الفرصة. وأخذنا عنصر من المسدس وجعلناه إكسسوارًا تضمّه الحقيبة. ويهدف ذلك إلى إعادة ابتكار قيم الإغراء، التي تشكّل اليوم إحدى القيم الأساسيّة في الدّار. ونعمل أيضًا مع حرفيّين مذهلين ومع ورش عمل على مدى طويل ممّا يسمح لنا بابتكار مواد جديدة. وأكترث جدًّا إلى متانة التّصاميم. فعلى حقائبنا أن تكون متينة وفي الواقع، تدوم طويلًا فيما تبقى في حالة جيّدة، وهذا أمر مهمّ جدًّا.   

نعلم أنّ الجلد يتغيّر مع مرور الوقت. فهل استخدام القماش يساعد الحقائب على أن تدوم لوقتٍ أطول؟

إنّه يجعلها أخفّ في الوزن. فعلى الرّغم من أنّنا نملك هواتف جوّالة، ما زلنا نحمل أشياء كثيرة. وإذا كانت حقيبتك ثقيلة بالأساس، ستكون حياتك مؤلمة. من المهمّ جدًّا أن تملك المرأة حقائب خفيفة وهذه فكرة مستوحاة من مجال الصيد.

تقديم تصاميم خفيفة الوزن يسهل المحافظة عليها هو جوهر حرفيّتكم. هل يمكنك إخبارنا عن الحرفيّة وأين تنتجون تصاميمكم؟

نعمل مع ورش عمل صغيرة جدًّا ما بين فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. ونعلم جيّدًا أين تُصنَع منتجاتنا. فهي مصنوعة في فرنسا حصرًا. ونعمل مع ورش العمل بحسب نوع التّصميم الذي نريد إنتاجه. إنّ الأمر شبيه تمامًا بالكوتور، بحيث لا يكون الحرفي نفسه أو ورشة العمل نفسها. ففي إيطاليا، ننجز التّطريز لأنّ لديهم ورش عمل وآلات مخصّصة لذلك. وفي إسبانيا، ننتج بعض الحقائب والمنتجات الجلدية، لأنّهم هناك، ولفترة طويلة من الوقت، اشتهروا بصناعة الأحذية الجلدية للعساكر الرومانيّين وهم يتقنون الزركشات. ففي نهاية المطاف، يتمحور الأمر أكثر حول العلاقة التي تربطنا بالحرفيّين لأنّها بمثابة حوار وعلينا تطويره للحصول على المنتج الذي نريده.

ما هي التّصاميم الرئيسيّة التي تعتبرها ركائز الدّار؟

لدينا ثلاث ركائز. الأولى هي حقيبة Daily Battle الكبيرة وهي أساسيّة. فتحمل الكثير لتكون صديقتك المفضّلة. كما وإنّها خفيفة الوزن ومقاومة وقابلة للتّعديل.

أمّا الرّكيزة الثّانية فهي تشكيلة Saga. إنّها أحدث حقائبنا وسنطلقها في الأيّام المقبلة. تتّسم بأسلوب متنوّع للغاية فيمكنك حملها مع الحزام الطّويل أو القصير، وشكلها عسكريّ للغاية.

ثمّ لدينا حقيبة Ladies First. إنّها أيضًا متنوّعة جدًّا وأحبّ فيها وسادة الكتف. وتبدو هذه الحقيبة أنيقة للغاية حتّى ولو أُرفِقَت بفستان سهرة. فكانت فوريه لو باج علامة رجاليّة وقد جعلناها نسائيّة بينما كرّمنا فنّ البسالة الفرنسي.

ولدينا أيضًا بعض التّصاميم الجميلة للرجال التي نقوم بتطويرها حاليًا. كما وأطلقنا حقيبة سفر جديدة باسم Dream Bag، وهي تلقى بالفعل نجاحًا كبيرًا.

ما قد تكون استراتيجيّتكم في جذب الجيل الجديد ومساعدتهم على التّعرّف إلى العلامة في سنٍّ مبكرة؟

أعتقد أنّنا لسنا معجبين للغاية بفكرة التّسويق. نعمل فحسب على هويّة فوريه لو باج وهذا كافٍ. وأعتقد أنّ هذا ما يجعل الأسماء القديمة ناجحة – عندما يعملون على إعادة ابتكار أنفسهم. لا أرى أنّ وظيفتي هي السّعي وراء الزّبائن. فهي تتمحور أكثر حول تنمية العلامة والعمل على هويّتنا. يمكننا أن نذيع سمعتنا من خلال كلام الزّبائن، وهذا أمر أقوى بكثير من التّسويق. فالنّاس يعشقون الاستكشاف، وفيما يتّسم بعضهم بطابع كلاسيكي ويفضّلون العلامات الكلاسيكيّة، يبحث البعض الآخر عن التّصاميم الحصريّة ولا يمكننا أن نكون حصريّين إذا كنّا نسوّق بكثرة لمنتجاتنا.    

ماذا يمكنك أن تخبرنا عن بوتيك العلامة في دبي مول؟

أوّلًا، إنّ الزّبائن الشرق أوسطيّين مهمّون جدًّا بالنّسبة لنا. إنّهم من بين أوّل زبائننا عندما أعدنا افتتاح فوريه لو باج. وإنّ النّساء الشرق أوسطيّات مختلفات جدًّا ويتّسمون برقيٍّ مُطلق. لديكنّ الكثير من الثقافة وتدركنَ كلّ ما يجري. كما وإنّهنّ زبونات متطلّبات للغاية وبالنّسبة لنا، نشعر بالارتياح لهذا الأمر. نفرح لذلك وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى افتتاح متجر ثانٍ في المنطقة.

ما هي الحقيبة الأكثر مبيعًا لكم في الإمارات العربيّة المتّحدة؟

من بين تصاميمنا، تلقى حقائب Daily Battle و Take It Easy و Saga نجاحًا كبيرًا. وليس من المفاجئ أن تكون نفسها الأكثر مبيعًا في الكويت، عندما نفتتح متجرنا هناك في النّصف الثاني من العام.

أخيرًا وليس آخرًا، إذا كان منك أن توصل رسالة مباشرة إلى النساء العربيات عندما يأتون إلى متجركم، ماذا سيجدون؟

بالإضافة إلى أسلحة إغراء، سيجدون الحصريّة. ونريد أن تشعرهم متاجرنا بتواجدهم في المنزل من خلال اتّسامها بأجواء دافئة. كما تعرفون، أنا أعمل مع عائلتي – مع والدي وأحد إخوتي الصغار. فكان من المهمّ جدًّا بالنّسبة لي عندما أعدت افتتاح فوريه لو باج أن أشارك أجواء العائلة والمنزل. سواء أفي تصميم المتجر في الكويت أو أي متجر آخر افتتحناه، تتّسم جميعها بأمرٍ فريد بعض الشيء. فمن خلالها، أتذكّر العيش مع عائلتي وأجدادي وأجداد والديّ والتناغم المميّز الذي كان يستولي على منازلهم. أحبّ أن يشكّل هذا التّفصيل عنصر المفاجأة الوفي إلى مبادئ العلامة.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال