مجوهرات وساعات

محادثة مع فاليري سامويل، المديرة الفنّيّة والرئيسة المساهمة في دار فريد

بصفتها حفيدة المؤسّس، انضمّت فاليري سامويل إلى دار فريد وجعلت من الماضي مصدرًا تستمدّ منه الوحي للمستقبل. إلى جانب الرئيس التنفيذي للدّار تشارلز لونغ، جدّدا بفضل رؤيتيْهما الموائمتيْن شخصيّة "مصمّم وصانع المجوهرات العصري" ونجاحه.

وارثةً جينات فريد ومعرفتها المعمّقة في عالم المجوهرات التي مرّرها إليها جدّها منذ نعومة أناملها، يشكّل شغفها للروائع الثمينة قيمة تتشاركها مع الدار. انضمّوا إلينا واكتشفوا ما تخبرنا به عن الدار وعن المغامرات الحاليّة التي تخوضها.

كيف قرّرت العودة إلى دار فريد وما هي رؤيتك للعلامة؟

الحياة هي سلسلة لقائات والقصّة التي جمعتني بفريد هي فعلًا قصّة من هذا النوع. لقد شقَقْتُ طريقي منذ أن غادرت الدّار، لكنّي بقيت على اتّصال مستمرّ بالرؤساء وعلى اطّلاع بما كانت تحقّقه العلامة. منذ 5 سنوات، كان الوقت مناسبًا للعودة، فكنت قد نضجت بشكلٍ كافٍ وكسبت خبرتي الخاصة وتعلّمت الكثير وأردت أن أساهم في نموّ هذه الدّار العزيزة جدًّا إلى قلبي. وكانت أيضًا رؤيتي متماشية جدًا مع رؤية فريد وأردت فعلًا التركيز على العائلة والجينات وإحياء المعايير – الأمر الذي شكّل تحدّيًا عظيمًا لي والسّبب الذي دفعني إلى العودة.  

كانت مجموعات فريد مألوفة لك حتّى قبل عودتك إلى الدّار. عندما عدت، هل تغيّر مأخذك عن الكلاسيكيّات – مثل Force 10 و Chance Infinie و Pretty Woman؟

كانت الدّار بمثابة قطار متحرّك وقد صعدت على متنه عندما انضممت إليها. توجّب عليّ السّير بالاتّجاه الذي اتّخذته العلامة، لأنّ 20 سنة قد مرّت منذ أن غادرتها وكنت أستكشفها من جديد.

عندما عدت، كانت مجموعة Force 10 محطّ التركيز. شكّلت مجموعة أيقونيّة وكنت أعلم أنّ للدّار روايات تخبرها أكثر من هذه المجموعة، حتّى ولو بقيت هذه الأخيرة الأكثر مبيعًا وقدّمت لأفراد من كافّة الشرائح العمريّة ما يبحثون عنه. وتمحورت هذه الفكرة أيضًا حول إغناء مجموعتيْ Force 10 و Chance Infinie، التي كانت حديثة الإطلاق في ذلك الوقت، والأهمّ من ذلك إيجاد مكان لهاتيْن المجموعتيْن في تاريخ الدّار: لمَ هما مفعمتان بالمعاني؟ ما المعايير التي تضيفانها إلى تاريخ الدّار؟

مع مجموعة Force 10، أردنا التّكلّم على المعايير الرياضيّة والاستمرار في إغناء المجموعة لكونها ثمرة شغف بالإبحار – رياضة استمتع بها أبي بصفته بطل أوروبي. تجسّدت فكرته في أخذ حبل ولويه وتحويله إلى سوار والجمع ما بين الفولاذ والذّهب في زمن لم توجد فيه هذه التركيبة، وقد شكّل هذا السوار الهديّة المثاليّة لأمّي.

وتأخذنا مجموعة Chance Infinie إلى أرض الحبّ اللامتناهي والحظّ مع رمز “8”، الذي يشكّل أيضًا رقم حظّ. جميعنا على علم بأنّ جدّي قد عاش حياة فرح وسحر، لكنّنا نعلم أيضًا أنّه جاذف بهذه العلامة ولم تكن الرّحلة سهلة تمامًا إذ إنّه كان في فرنسا في خلال الحرب العالميّة الثانية وخاض الكثير من العقبات. ثمّة أمور لا نتعافى منها بسهولة في الحياة، لكنّه لطالما اتّسم بالأمل في التّطوّر والمجاذفة، حتّى في أصعب الأوقات.

فهذه مجموعات تحمل الكثير من فلسفة فريد سامويل وفلسفة الدّار. أمّا بالنّسبة لمجموعة Pretty Woman فهي مجموعة أعدنا إطلاقها العام الفائت. كانت احتفالًا بلحظة من تاريخ الدّار تجسّدت في فيلم“Pretty Woman”  الرائع الذي تضمّن العقد الماسي المذهل والجميلة جوليا روبرتس.

هل هذه المجموعة أيقونيّة بفضل إبداعات Pretty Woman الجديدة التي صمّمتِها؟

أردت إغناءها وإعادة إطلاقها. وكَمن التّحدّي في القيام بهذه الخطوة في نهاية جائحة، إذ لم نكن نعلم ما قد يصبح العالم عليه. وتجسّدت الفكرة في إطلاقها بنسخة من المجوهرات الراقية من خلال 22 قطعة غير تقليديّة تمنح النساء حريّة تشكيل إطلالاتهنّ الخاصّة من خلال اللون المميّز لأحجار الروبيليت التي زيّنتها، بالإضافة إلى نسخة من المجوهرات المثاليّة للارتداء اليومي بفضل تصميمها الأكثر سلاسةً. وتتميّز هذه المجموعة المزدوجة أيضًا بعنصر "القلب داخل القلب" الذي يضيف إلى التصاميم لمسة ديناميكيّة.

أخبرينا عن التوقيع الذي يجعل عنصر القلب لدى دار فريد مميّزًا إلى هذا الحدّ.

إنّ تصميم قلب أمرٌ بغاية التعقيد لأنّك إمّا تحبّينه أو تكرهينه. فيحمل هذا القلب طابعًا عصريًّا. ويتجسّد التّوقيع في المشبك المتّخذ شكل T المستوحى من مجموعة Force 10. وما يجعل هذا القلب أيضًا غايةً في الأنوثة هي حركته، إذ يرافق مرتديته في كلّ حركة تقوم بها في حين تبرق ماساته. وكانت هذه طريقتنا في منحه هويّة جديدة تصبح رمزًا لدى فريد.

أين بيعت مجموعة Pretty Woman الأكثر وهل تعتقدين أنّها لاقت سوقًا معينةً لها؟

في الواقع، إنّ القلب رمزٌ عالميّ ورسالة مفعمة بالقوّة. فقد رحّبت بهذه المجموعة كافّة أنحاء العالم. وفي حين أنّ بعض الأسواق باعت عدد أكبر من المجوهرات الراقية، باعت أخرى مجوهرات يوميّة، لكن بشكلٍ عام لاقت المجموعة نجاحًا عالميًا. وتقدّم هذه المجموعة توقيعًا آخرًا، ألا وهو “Your way your love”، إحتفالًا بمشاعر الحبّ بكلّ أشكاله، سواء أكان ذلك الذي تكنّه أمّ لابنتها أو ذاك الذي يجمع بين أختين أو صديقتيْن أو شريكيْن. ومن خلاله، حاكينا كلّ فرد. إليك قصّة جميلة عن ولادة طفلة احتفلت بها جدّتها عبر شراء قطعة من هذه المجموعة لثلاثة أجيال. فكانت هديّتها لها تصميم من مجموعة Pretty Woman وآخر لوالدتها وثالث لها لترتدي الأجيال الثلاثة قطعة من المجموعة نفسها.   

قصّة أخرى جرت هنا في دبي كانت عن شاب أراد الإحتفال بعيد والدته الخامس والخمسين بعدما عاشت هذه الأخيرة حياة لم تكن بسهلة كرّستها بأكملها لابنيْها. فقال إنّها تستحقّ كلّ ما تريد، "سأدلّلها في عيد ميلادها وهي امرأة جميلة فسأختار لها هذا العقد الطويل المرصّع بالكامل بالألماس." شعرت بالسعادة لأنّي كنت متواجدة في البوتيك لأشهد على هذه الحادثة ولأكون قريبة من زبائننا ومن قصصهم ومشاعرهم ومناسباتهم، لأننا في فريد نحتفل بأبسط لحظات الحياة وأهمّها. شعاري هو "احلموا وعيشوا واحتفلوا" لأنّ كلّ لحظة يجب أن تلقى تقديرها، وما من أحد يعلم ما يخبّئ الغد. لذلك، ثمّة جوهرة لكلّ فرد ولكلّ مناسبة وأجد أن في مجموعة Pretty Woman، كما في مجموعة Force 10، يمكن للتصاميم أن تُشَخَّص وتتراوح بين الأسلوب الأنيق اليومي والسّحر غير الرّسمي، ما يجعلها أسهل للتّنسيق والمزج بحسب إطلالتك.

يتمحور هذا العام في دار فريد حول المجوهرات الراقية، ويتزامن ذلك مع لحظات مهمّة في رحلة العلامة. هل بإمكانك إخبارنا المزيد عن استراتيجيّتكم في ما يتعلّق بهذا العالم الراقي الذي شكّل حجر أساس في الدار؟

المجوهرات الراقية هي ما تشتهر بتصميمه الدار. في التسعينيّات، كنّا من بين أهمّ 10 صانعي مجوهرات في العالم. ومع مجموعات راقية مثل Pretty Woman و Le Soleil d’Or و Blue Moon، كنّا نبيع أطقم مميّزة كثيرة لزبائن من دول الخليج. وفي الوقت عينه، اشتهرنا بمجموعة Force 10. في الواقع، تسنّت لنا فرصة تقديم تصاميم أيقونيّة وأكثر مبيعًا على غرار Force 10 رافقت هذه المجوهرات الراقية الحالمة التي ساهمت في روايتنا الخياليّة وفي مركزنا كصانعي مجوهرات ذوي شهرة. ومع مرور الوقت، لم تكن المجوهرات الراقية بالضرورة محطّ تركيز الدّار الوحيد. والآن، ها نحن نعود إلى مجموعة جديدة من المجوهرات الراقية سوف يتمّ إطلاقها في شهر سبتمبر إحتفالًا بـ 85 عامًا من الجرأة في الإبداع وبمؤسّس الدار. وستكون لحظة مهمّة في تاريخ فريد إذ إنّنا سنقيم أوّل معرض استرجاعي لنا في الشّهر نفسه في قصر طوكيو في باريس.

فلا يمكننا منع أنفسنا من التعبير عن حرفيّتنا في هذا المجال. حتّى لو لم تكن جوهر المعرض، ستكون هذه طريقتنا في إغناء هدف الدّار ورؤيتها عن الإبتكار والمجوهرات الراقية.  

إنّ فريد في رحلة بحث عن كلّ تصاميمها حول العالم منذ وقتٍ ليس بقصير – وفي منطقتنا بالتحديد، فما هي بعض الاكتشافات الجميلة التي شهدتِها في خلال هذه المهمّة؟

عدت إلى فريد منذ 5 أعوام تقريبًا، وإحدى الأمور التي أردت التركيز عليها كانت إعادة بناء أرشيفنا وإرثنا لنتمكّن من رواية قصّة الدّار. لذلك، انطلقنا في رحلة البحث عن الكنوز لجمع تصاميمنا الأرشيفيّة التي تسمح لنا حقًا في بناء تاريخ الدّار. في العام الفائت، أطلقتُ "فريد بحثًا عن فريد"، وهي حملة اتصالات تدعو كلّ من يملك تصميم أو أكثر من إبداع الدّار للتواصل معنا على بريد إلكتروني خاصّ وهو heritage@fred.fr. وتلقّينا شهادات رائعة كثيرة من أفراد لم يكتفوا بمشاركة المجوهرات التي يقتنونها معنا فحسب، بل أيضًا قصّتهم. إحدى أقدم القصص بحسب ما أذكر كانت عن زبونة أستراليّة أرسلت لنا صورة لثلاثة خواتم في إصبعها – علمًا بأنّ أستراليا ليست سوقًا نتواجد فيها بشكلٍ ملحوظ. كانت هذه الزبونة في رحلة إلى باريس وزارت بوتيك فريد وطلبت منّا تصميم خاتميْن لها مزيّنيْن بدوائر ومربّعات ولم تقبل سوى بأن تدفع ثمنهما عند استلامهما. وعندما استلمتهما، أحبّتهما لدرجة أنّها طلبت منّا تصميم خاتم ثالث. ما زالت تذكر السّحر الذي ألقت به هذه الخواتم عليها وتقدّر بحقّ عدم طلبنا منها الدّفع مسبقًا، إذ إنّنا وثقنا بها. كان هذا الاكتشاف الأجمل على الإطلاق، إذ إنّه أثّر بي وبالدّار بعمق. واكتشفتُ أيضًا خاتم من توقيع فريد سامويل وهو خاتم تمّ تصميمه قبل الحرب، يعود إلى الثلاثينيّات. إنّه شريط كبير مصنوع من البلاتين ومزيّن بماسة. كما تعلمين، في العام 1942، اتّخذت الدّار من فريد اسمًا لها بدلًا من فريد سامويل بسبب الحرب. لذلك، كان تلقّي شهادات تعود إلى الزمن التي أسميت فيه الدار فريد سامويل رائعًا بقدر ما هي زيارة جدّي، "صانع ومصمّم المجوهرات العصري". ووجدت أيضًا الكثير من الإعلانات التي يُحكى فيها عن دار سامويل، "أجمل لآلئ باريس"، التي تعود إلى الثلاثينيّات.

في الماضي، كانت التصاميم موقّعة. هل وقعت على أيّ قطع تمّ تحديدها على أنّها من تصميم فريد من دون أن تكون موقّعة؟

يمكننا تحديد ما إذا كانت قطعة من تصميم فريد بطرق مختلفة. إمّا تكون القطعة مألوفة لنا، أو مشمولة في كتبنا أو في مراجعنا، أو بشكلٍ عام، يمكننا تحديدها من خلال سمتها المميّزة. في حال وقعت على قطعة ذات سمة مميّزة ليست في مراجعنا، يكون الأمر أصعب. في هذه الحالة، يمكننا دائمًا تحديدها من خلال الأسلوب لكن في بعض الأحيان، ثمّة مجوهرات يدّعي أحدهم أنّها من تصميم فريد، غير أنّها تثير شكّنا لأنّها لا تتّسم بأسلوب الدّار.

وفي الوقت نفسه، اعتدنا على تصميم قطع كثيرة بحسب الطلب، ولم نكن محدودين بأسلوب معيّن. فإذا زارنا زبون وأراد منّا أن نصمّم له قطعة تتمحور حول أحجار كريمة معيّنة، قمنا بأبحاث لنقدّم له خيارات عدّة أودت بنا إلى أماكن لم نألفها من ناحية الأسلوب. كما في الهوت كوتور، يمنح الأمر هذا غنىً في التعبير يبرز في المعرض، حيث سيُكَرَّس رواق لتسليط الضّوء على حرفيّة الدار وأوجهها المختلفة – من ذهبنا المحبّب إلى ذلك الشبيه بالتراتر، والأحجار الكريمة من السبعينيّات والثمانينيّات، والشبك، ومجموعات الساعات التي تعاونّا مع أهمّ المصانع لإبداعها... أعتقد أنّ الزّوّار سيُدْهَشون بما سيكتشفون عن الدار.

لقد وصلتم إلى الشرق الأوسط في العام الفائت. ما رؤيتكم للمنطقة وما تتوقّعون منها في ما يتعلّق بدار فريد؟

إنّنا بغاية السرور لتسنّي لنا فرصة افتتاح أوّل بوتيك لنا في دبي مول في شهر نوفمبر الماضي، والتواجد رسميًا في المنطقة التي تجمعنا بها صلة وطيدة. يهتمّ زبائننا في الشرق الأوسط بالأحجار الكريمة الملوّنة بوجهٍ خاصّ. وفي حين أنّ هذه البوتيك هي الأولى لنا، لكنّها بالتّأكيد لن تكون الأخيرة، إذ سنستمرّ في إغناء حضورنا في المنطقة ومشاركة إبداعاتنا مع زبائن يقدّرون جمالها، ويتّسمون بروح أصيلة وبكرم لا مثيل له، وتبرق عيونهم لدى رؤية تصاميمنا. إنّهم خبراء في المجوهرات ويسرّنا الكشف لهم عن أحدث إبداعاتنا ومجموعاتنا الأيقونيّة.

نلاحظ أنّ مجموعات فريد لا تحاكي النساء فحسب، بل الرجال أيضًا. فما رأيك في هذا الشّأن، وكيف ستعملين على إغناء المجموعات الرجاليّة بخاصةٍ أنّ في الشرق الأوسط، يعشق الرجال الأساور واقتناء قطعة مجوهرات تمثّلهم؟

إنّ المجوهرات الرجاليّة لدى فريد هي قصّة حبّ منذ البداية. لطالما قدّمت فريد هدايا للنساء والرجال على حدّ سواء. فدائمًا ما كانت هذه رؤيتنا. اليوم على سبيل المثال، يباع سوار Force 10 ذو الحجم الكبير للرجال والنساء على حدّ سواء. وأطلقت أيضًا تشكيلة ضمن مجموعة Force 10 تحت عنوان “Winch” حيث عدت إلى أساسيّات المجموعة – التي تشمل استخدام الشرائط والذهب في قطع ثنائيّة اللّون – وعملت على أسلوب جمالي نقي في خواتم وأقراط وقلادات أيقونيّة على صعيد تاريخ الدّار وفي عالم التصاميم الرجاليّة. فهذه المجموعة مثاليّة للرّجال، وعلمًا بأنّهم يتمتّعون بعالمهم الخاص، أغنيتها باستخدام التيتانيوم والماس الأسود. وقد لاقت نجاحًا فوريًّا. أمّا بالنّسبة لمجموعة Force 10 فينظر لها الرجال كساعة وينسّقون لون معدنها مع لون المعدن المصنوعة منه علبة ساعتهم. كما وإنّهم يحبّون تكديس الأساور ومجموعة Force 10 مثاليّة لذلك، وبخاصّةٍ الأساور المزدوجة اللّفّة.



شارك المقال