موضة

حديث مع المصمّمة اللبنانيّة ماريان بشارة

بعد نيلها شهادة البكالوريوس في الإعلان والتسويق في بيروت، توجّهت ماريان بشارة إلى ميلانو لاستكشاف عالم تصميم الأزياء – مستهلّةً مسيرة مثمرة مليئة بالأناقة والرقيّ. وعبّرت عن نظرتها للمرأة العصريّة من خلال فساتين ارتدتها بنفسها وحقّقت حلمها.

بعد سلسلة من الدورات التدريبيّة في عدّة دور كوتور، أطلقت علامة الكوتور الخاصّة بها عام 2017. وحشدت لها تصاميمها الرائعة شهرة كبيرة وكان فستان عرس كارلا حدّاد الأكثر تميّزًا بينها. تسنّت لأزياء مود الفرصة لمحادثة المصمّمة اللبنانيّة والغوص أكثر في عالمها المثير للاهتمام المتعلّق بالعروسات.      

كمصمّمة لبنانيّة، كيف تُضفين لمستك إلى الفستان بينما تحافظين على متطلّبات من سترتديه؟

أولويّتي كمصمّمة هي أن أفهم شخصيًّا حاجات العروس فور التقائي بها. أحاول أن أضع نفسي مكانها من خلال القاء نظرة صغيرة على عالم زفافها ومزج أفكارها بخبراتي. وهنا بالتحديد يبدأ عملي – تقديم آرائي الخاصّة والتوفيق بين أفكاري وأفكارها من أجل جعل كلّ تفاصيل الزفاف أفضل ما هنالك. هدفي هو إيصالها إلى يوم زفافها كأجمل عروس على الإطلاق فتشعر أنّه بإمكانها حقًّا غزو العالم بفستانها.   

ما هو المسار الذي تتّبعينه مع العروس المستقبليّة للحرص على أن يتّضح فستانها تمامًا مثلما تتخيّله؟

إنّ الفستان المعدّ خصّيصًا للعروس هو أفضل ما في العالمين – فهو فريد من نوعه ومصمّم حسب التفاصيل ومعدّ تحديدًا للعروس وهو تمامًا ما تريده. ويشكّل أيضًا الفرصة المثاليّة لأن تقتني فستانًا يناسبها تمامًا وفي نهاية المطاف، سيلبّي حاجتها. علاوة على كلّ ذلك، إنّ رحلة العروس في دار ماريان بشارة حالمة إلى أقصى درجة، وأنا شخصيًّا أبذل قصارى جهدي لتكون كذلك. يبدأ الأمر بسلسلة من الأفكار التي نتبادلها، أفكار تنمو لتصبح رسمة ثمّ تدبّ فيها الحياة من خلال عيّنة. وعند تجربة العروس التوال – الاسم الذي يُطلق على أوّل عيّنة من الفستان – نقوم بكلّ التغييرات وبالتالي نقترب خطوة أخرى ممّا تتصوّره. ومن خلال قيامنا بذلك، أحرص على تمكّنها من تصوّر فستان أحلامها من البداية. ولحسن الحظّ، لطالما كانت النتيجة أفضل من توقّعاتنا.          

كيف تساعدين العروس المستقبليّة على اختيار الفستان المناسب؟

تبقى أولويّتي جعلها تشعر أنّها مميّزة يوم زفافها. ومن أجل القيام بذلك، أسعى جاهدةً أن أكون دقيقة في خلال مرحلة التصميم. ولكنّ الأهمّ يأتي أوّلًا، فأبدأ باستكشاف نوع جسمها ولون بشرتها ولوحة ألوان كلّ نوع من القماش – لأنّه من المهمّ الإشارة إلى أنّ لكلّ لون بشرة ألوان تناسبه. وبعد معرفة التفاصيل هذه، نحرص أيضًا على الأخذ بالاعتبار عوامل عديدة أخرى مثل أسلوبها الخاصّ وأيّ تفاصيل تحبّ تسليط الضوء عليها وكيف نخفي تلك التي لا تحبّها. وعندما أرى العروس المستقبليّة تشعر بأفضل حالة أعرف أنّني قمت فعلًا بعملي.       

ما الذي يميّز فساتين أعراس ماريان بشارة عن غيرها؟

أجد أنّ أفضل جزء في عملي هو تصميم فساتين الأعراس. وعادةً أكون عازمة جدًّا على تحقيق هدفي النهائيّ. وفي الحالة هذه بالتحديد، أبذل جهدًا كبيرًا لابتكار فساتين لا تُنسى وتسرق الأضواء، تلك التي تُشعر العروس بزخم كبير وتخلو من الشوائب أكثر من أيّ وقت سابق عند ارتدائها. هدفي هو حقًّا جعل العروس استثنائيّة ومميّزة بطريقة لم يسبق لها مثيل. ولحسن الحظّ نجحنا دائمًا بأن نخلّف هذا الأثر تحديدًا.      

أخبرينا عن طريقتك لإعادة تفسير صيحات هذا الموسم.

أثق كثيرًا أنّه يجب ترسيخ الشارات التي تتميّز بها العلامة من خلال كلّ قطعة أصمّمها. وبالفعل، حرصت على أن تتخلّل مختلف المجموعات القطع التي تحمل توقيعي الخاصّ ولكن بطريقة متجدّدة.

يشمل التجدّد هذا أحدث صيحات الموسم وقطعي الأساسيّة فينتج عنه مزيجًا مثاليًّا لما قد ترتديه امرأة دار ماريان بشارة. وفي نهاية المطاف، يبقى الأساس الحرص على أن تنعكس روح علامتي بأفضل طريقة ممكنة.    

بالإضافة إلى فساتين الأعراس، هل تصمّمين إكسسوارات الرأس؟

أصمّم إكسسوارات رأس خاصّة تصحب فساتين الأعراس التي أبتكرها. إنّها طريقتي الخاصّة لإضافة لمسة مميّزة إلى إطلالة العروس النهائيّة وغالبًا ما تكون متماشية جدًّا مع فستانها. في نهاية المطاف، الأمر يتعلّق دائمًا بإكسسوار صغير يمكنه أن يُنجح الإطلالة أو يُفشلها، لذلك أحرص على أن تكون لمستنا المميّزة تقلب المقاييس.

مؤخّرًا، أخذ فستان عرس كارلا حدّاد رهجة كبيرة. كيف كان المسار التحضيريّ؟

كان حقًّا سلسًا ولطيفًا! إنّ كارلا شخص جميل جدًّا من الداخل والخارج، وشخصيًّا استمتعت بكلّ خطوة من التحضير. ولحظة دخولها المشغل قالت "أثق بك ثقة عمياء، قومي بسحرك" وعرفت تلقائيًّا ما عليّ تصميمه من أجلها. استمعت بعناية إلى طلباتها وأخذنا بالاعتبار أنّه يجب على الفستان أن يناسب احتفالًا صغيرًا وحميميًّا. وتألّق الفستان هذا من خلال أصغر تفاصيله حتّى، إذ تطلّب أكثر من 200 ساعة عمل معقّد لابتكار تصميم متواضع وناعم جدًّا في الوقت ذاته. والتفصيل "المميّز جدًّا" والجريء الذي ألححت شخصيًّا على إضافته هو أن يكون الفستان شفّافًا فيكشف بصورة ساحرة عن ساقيها الطويلتين بينما تمشي في الممرّ. وانبعثت الأناقة من طريقة وضع الكشاكش المتعدّدة الأحجام والأشكال بعناية فرسمت جسمها بصورة مثاليّة ومتدرّجة من دون أن تحجبه. غطّت البعض منها قاعدة من التول المرقّط بينما غطّت غيرها تلك الأكثر كلاسيكيّة. وتماشى إكسسوار الرأس كثيرًا مع روح الفستان أيضًا إذ صُمّم من قماشه وأُكمل بكروشيه ذات طرحة فرفع من مستوى الإطلالة بطريقة ناجحة من جميع النواحي.

أنا ممتنة كثيرًا من فريقي على الجهد الذي بذله لتصميم الإطلالة هذه فهي تعكس أنّه يمكننا القيام بأمور ساحرة والتقديم للعروس فستان أحلامها. 

ما هي خطوة ماريان بشارة التالية؟

بالنسبة لي، كلّ يوم يحمل أهداف جديدة. أفكّر بالكثير من الخطط للمستقبل وأؤمن بشدّة أنّه بفضل المثابرة والصبر والعمل بجهد يمكننا التقدّم بقوّة ونأمل القيام بأمور عظيمة. أنا ممتنة من كلّ ما نواجهه وأستقبل التغيير والنمو بكلّ رحابة صدر.   

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال