مجوهرات وساعات

مقابلة مع لوتشيا بوسكايني، راعية علامة بولغري ومديرة قسم التّراث فيها

بعد إنضمامها إلى قسم التّسويق في بولغري في العام 2001، تعمّقتْ لوتشيا بوسكايني في معرفتها حول تصاميم بولغري الأيقونيّة وتطوّر أسلوبها. في العام 2017، أصبحت هذه الأخيرة مديرة قسم التّسويق في الدّار وحرصتْ على أن تطبّق القيم التي تؤمن بها الدّار على كلّ فئات التّصاميم. وبعد أن تمّ تعيينها رئيسة قسم الأحداث والتّراث عام 2010، إحتفلتْ هذه الأخيرة برموز الدّار الإبداعيّة من خلال الأحداث المخصّصة للزّبائن والإعلام.

في العام 2014، فتحتْ بوسكايني فصلاً جديداً في تاريخ بولغري عندما تمّ تعيينها راعية العلامة ومديرة قسم التّراث فيها وبدأت التّخطيط للمعارض. ولحسن حظّنا، تسنّتْ لنا فرصة إجراء مقابلة معها في خلال حضورنا معرض “Tribute to Femininity” في موسكو وإليكِ ما قالته. 

لماذا اخترت موسكو لتكون موقعاً لهذا المعرض؟

أثارتْ موسكو إنتباهنا بسبب جمالها وروعتها. إنّها تتّسم بطابع عصريّ أكثر من قبل، أيّ حين زرتها منذ فترة طويلة جدّاً، لذلك قرّرنا أن نقيم هذا المعرض هنا. وليس هذا المتحف من أهمّ المتاحف على مستوى العالم فحسب، بل إنّه أيضًا أروعها وأكثرها إحتراماً في ما يختصّ بمعارض المجوهرات. هذا بالإضافة إلى خبرة هذا المكان في عالم المجوهرات المعاصرة وفي خلال السّنوات الماضية، إستضاف هذا المكان بعض أهمّ معارض دور المجوهرات مثل كارتييه وبوتشلاتي. فبالنّسبة لي، كان من الطّبيعيّ جدّاً أن نبحث عن هذه الفرصة.

متى بدأ التّخطيط لهذا المعرض؟

كان أوّل تواصل تمّ مع القائمين على هذا المتحف منذ 3 سنوات وأبهرتني معلوماتهم عن مجوهراتنا. وبعد إلقاء نظرة على القطع والخطّة، وافقوا على استضافة هذا المعرض واقترحوا أن نقدّم نظرة جديدة لذلك قرّرنا أن نخصّص هذا الأرشيف المميّز والجديد لهذا المعرض. مساعدتهم لنا لم تكن حكراً على تشكيلة معيّنة من القطع، بل تخطّتْ ذلك بسبب الخلفيّة التّاريخيّة المتعلّقة بكلّ قطعة وطرق اعتماد مجوهرات نراها اليوم في الماضي. لا يقتصر هذا المعرض على المجوهرات المعروضة فحسب، بل أيضاً على قصصها والنّساء اللّواتي اعتمدنها ويظهر هذا الأمر واضحاً في موقع العرض الذي تمّ اختياره بعناية.

ما هي مهمّتكِ كراعية العلامة ورئيسة قسم التّراث فيها؟

تتطلّب إدارة المعارض إجراء الكثير من الدّراسات. فيجب أن نحرص على ألّا يكون المعرض خالٍ من المعاني العميقة وألّا يكون مملّاً وهذا ليس بالأمر السّهل أبداً. ففي العادة العمليّة طويلة جدّاً، إذ تطلّب التّحضير لهذا المعرض عاماً كاملاً – قد لا تبدو هذه الفترة طويلة ولكن هذه السّنة تطلّبتْ منّا بذل كلّ طاقاتنا واختيار القطع التي تتّسم بالمعاني الأكثر عمقاً من مجموعات بولغري القديمة. هذه القطع تنتمي إلى أفراد والمناقشة معهم تأخذ الكثير من الوقت.

من المسؤول عن التّفاوض مع مالكي هذه القطع؟ وما هي ردود فعلهم في العادة؟

المواقف التي نواجهها مع الزّبائن مختلفة جدّاً. وفي العادة ننجح في الحصول على ثقتهم لعرض قطعهم في المعرض ثمّ إعادتها لهم. وبالرّغم من أنّ القطع تكتسب قيمة إضافيّة في هذه الحالة، بعض الأشخاص يرفضون أن يعيروننا إيّاها، إذ يريدون أن تظلّ هذه القطع من ممتلكات العائلة. وثمّة هواة جمع المجوهرات المهووسين بالمجوهرات لدرجة يبتاعون قطعاً ورائها قصّة معيّنة ويحبّونها لدرجة يرفضون بيعها ويفضّلون أن يحتفظوا بها لأنفسهم من دون الإهتمام بقيمتها.

هل يمكنكِ إخبارنا عن قطعة ترغبين كثيراً أن تضيفيها إلى مجموعتكِ ولا تزالين تبحين عنها؟

ثمّة قطعة من مجموعة تملكها سيّدة إسبانيّة. إنّها من هواة جمع التّحف الفنّيّة وشخص مثير جدّاً للإهتمام، كما أنّها تملك قطع جميلة جدّاً معظمها من الثّمانينيّات تتميّز بألوانها وجمالها.

لماذا اخترتِ عرض هذه القطع بشكل خاصّ؟

يعود الأمر إلى ذوقنا الخاصّ وهويّة بولغري. من مزيج الألوان إلى قصّة الكابوشون ونوعيّة الأحجار المستخدمة... كلّ ما يجعل أسلوب بولغري فريداً من نوعه. فيتمّ أخذ أصغر التّفاصيل بعين الإعتبار دائماً.

هل من ميزانّة معيّنة للقطع التي تستردّونها؟

أجل، ثمّة ميزانيّة مخصّصة لذلك. فمزاد إليزابيث تايلور مثلاً كان حدث لا ينسى حتماً، إذ كان علينا خوض مفاوضات عدّة. وكنّا قد خصّصنا ميزانيّة معيّنة للقطع التي أردنا الحصول عليها.

أثمّة علاقة مميّزة تربط قطع المجوهرات التي تختارينها لعرضها بالمدينة التي تستضيف المعرض؟

كما قلتُ قبلاً، تعتبر موسكو مدينة رائعة جدّاً متّسمة بالطّابع العصريّ. بالرّغم من اتّسام المتحف بطابع تقليديّ جدّاً، أردنا أن نحرص على أن تكون المدينة المختارة مستعدّة لاستقبال معرض مماثل. أردنا أن يكون هذا المعرض مختلفاً عن كلّ المعارض التي سبقوه وأردنا الحصول على تقدير الزّائرين أيضاً.

هل بدأتِ العمل على تنظيم معرض جديد في مدينة أخرى؟

أجل، طبعاً، ثمّة الكثير من المدن الجميلة التي أعرفها. فيشرّفنا تنظيم معرض في دبي ولكن لسنا متأكّدين من الأمر بعد ولا تزال المناقشات تحدث مع متاحف مثيرة للإهتمام لا يمكنني أن أفصح عن تفاصيلها الآن. خططنا طموحة جدّاً.

كم قطعة من مجموعة بولغري تسافر إلى كلّ المدن غير القطع التي تضيفينها والمرتبطة بتاريخ المكان؟

تُعرض مجوهراتنا كلّها في روما، إذ إنّها مدينتنا الأمّ ولكن طبعاً إنّها تجول الكرة الأرضيّة ونختار قطعاً ستتواجد في معرض معيّن إستناداً إلى الموضوع الذي يجسّده المعرض.

كم من قطعة تاريخيّة تعتبر ملكاً حصريّاً لبولغري؟

نملك حوالي 800 قطعة، من المجوهرات إلى القطع المصنوعة من الفضّة، إلى جانب السّاعات وعناصر أخرى مثل العلب السّرّية. نرغب في شراء على الأقلّ بضعة مئات قطع إضافيّة. إنّنا نحاول تحقيق هذا الأمر من خلال علاقاتنا مع منطقة الشّرق الأوسط.

هل من المحتمل أن يعود تاريخ هذه القطع إلى الأزمنة البعيدة جدّاً لدرجة لم يكن للعلامة حينها رمز خاصّ؟

طبعاً، غالباً ما يحدث هذا الأمر معنا ولذلك نقوم بتفقّد القطع، الأمر الذي يتطلّب شهور عدّة وذلك للتّحقّق من أصالة القطعة. نقوم بتحليل تفاصيل عدّة مثل سمات الصّناعة ونوع الأحجار المستخدمة وغيرها من التّفاصيل.



شارك المقال