جمال

مستحضرات العناية بجمال البشرة، تاريخٌ من الجمال

صورة من غيرلان

هل تعلمين أنّ مفهوم العناية بالجمال عمره 6000 سنة على الأقلّ وهو متواجد في كلّ مجتمع تقريباً؟ بدأ الأمر برمّته في مصر القديمة واليونان، حيث كان زيت الخروع يُستخدم كمرطّب حامي للبشرة، ثمّ جاء دور الرّومان الذين أبدعوا كريمات البشرة باستخدام شمع العسل وزيت الزّيتون وماء الورد.

من التّركيبات المكوّنة من الرّصاص إلى تلك المخصّصة لتبييض البشرة وقلم الكحل لرسم العينين، لطالما كانتْ النّساء خبيرات في عالم الإهتمام بالجمال. ولمعالجة التّجاعيد، إستخدمتْ نساء مصر القديمة مكوّنات مثل البخّور ونبتة المورينغا الطّازجة، في حين إستلزمتْ معالجة النُّدب والحروق إستخدام مزيج أكسيد الرّصاص والكحل وعصير الجميز.

أمّا في الشّرق الأوسط، فإعتبر معلّم فارسيّ قديم من القرن العاشر إسمه أبو القاسم الزّهراويّ أنّ مستحضرات التّجميل فرع من الطّبّ وركّب هذا الأخير العطور والمعطّرات والبخّور لإبداع قضبان معطّرة ملفوفة وموضوعة في قوالب مميّزة تُعرف الآن بأحمر الشّفاه ومزيلات العرق غير السّائلة. وإستخدم هذا الأخير أيضاً زيوت معيّنة لأهداف جماليّة.

وتطوّرتْ طرق الإهتمام بجمال البشرة إلى أن أبدعتْ غابريال شانيل مفهوم الإسمرار فبدأتْ بذلك ثورة في عالم الجمال والموضة. وفي حين ظلّ مفهوم تبييض البشرة تعريف الجمال المثالي في آسيا، تمّ إبداع مستحضرات الإسمرار الزّائف لمساعدة الرّجال والنّساء على الحصول على إطلالة مسمرّة. ثمّ نشأ مفهوم العمليّات الجراحيّة بعد الحرب العالميّة الأولى حيث شهد العالم في العشرينيّات على إزدياد شهرة عمليّات شدّ الوجه وإكتشف الأمريكان من أصل أفريقيّ طرق تبييض البشرة لتفتيح لون بشرتهم.

ومن العام 1939 إلى العام 1945 في أثناء الحرب العالميّة الثّانية، شهد عالم مستحضرات التّجميل على شحّ كمّيّاتها. أمّا في فترة ما بعد الحرب فشهد العالم على ظاهرة إزدهار وعلم مطوّرو عالم مستحضرات التّجميل أمثال علامات Yardley و إليزابيث آردن وهيلينا روبينشتاين بذلك فجهّزوا أنفسهم. وهنا كانتْ النّقلة النّوعيّة لعالم الجمال حيث تطوّر هذا الأخير نحو الأفضل وشهد على صناعة مستحضرات جديدة باستمرار، أمّا باقي التّفاصيل فتعرفينها! واليوم، مستحضرات الجمال المفضّلة لدينا منتشرة أينما كان ولا يسعنا إلّا أن نكون ممتنّات لهذا الواقع!

 

ميرلّا حدّاد



شارك المقال