أعراس

لنستكشف تقليد وشم الحنّاء

تشكّل حفلات الحنّاء تقليداً زفافيّاً  يُتّبع في أغلبيّة الدّول العربيّة وعدد من الدّول الأخرى. إنّها توازي حفلات توديع العذوبيّة في الغرب وتختلف من بلدٍ إلى آخر. لنستكشف إذاً بعض العناصر التي تشكّل سرّ تميّزها!

تأتي الحِنّاء على شكل معجون مصنوع من نبتة الحنّاء المجفّفة الدّاكنة اللّون التي تترك أثرها بسهولة على البشرة، ما يجعل من الصّعب جدّاً محو الأخطاء في خلال رسم الوشم. ويُستخدم معجون الحنّاء لرسم تصاميم معقّدة على يديّ وقدميّ العروس وقريباتها. بإستخدام ورقة مخروطيّة الشّكل مزوّدة برأس صغير، تقوم الفنّانة المتواجدة في الحفلة برسم أكثر الأشكال تعقيداً وتميّزاً على يديّ العروس المستقبليّة لتُشعرها بالتّميّز في هذا اليوم المفعم بالبهجة. ففي نهاية المطاف، يوم الزّفاف مخصّص لتدليلها، أليس كذلك؟

وتُقام حفلات الحنّاء، التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، في الجزء الشّرقي من منطقة الشّرق الأوسط وفي المغرب والخليج العربيّ. ويُقال أنّ هذا التّقليد يزوّد النّساء اللّواتي يطبّقنه ببركات وحسن الطّالع والبهجة، كما أنّه يعتبر طريقة رائعة لتعزيز جمال العروس. وتتضمّن تصاميم وشم الحنّاء رموزاً تجسّد البهجة والحظّ السّعيد والنّجاح والجمال وصفات إيجابيّة أخرى، إلى جانب أوّل حرفين من إسم الزّوج المستقبليّ. وبما أنّ العروس يجب أن تجلس من دون حراك لمدّة تتراوح بين ثلاث وستّ ساعات، ترفّه صديقاتها وقريباتها عنها من خلال الرّقص والغناء وتزويدها بالحلويات والمأكولات اللّذيذة.

وفي فلسطين، تختار هذه الأخيرة في العادة رسمة الزّهور المتماشية مع فستانها، أمّا في تركيا فالأمور تأخذ مجرىً مغايراً، إذ ترقص قريبات العروس وصديقاتها حولها ويؤدّينَ أغانٍ حزينة بهدف جعل العروس تجهش في البكاء، إذ يُعتبر هذا الأمر لديهم فأل خير قبل أن يتمّ تطبيق الحنّاء على يديها. أمّا في السّعوديّة فيجب على إحدى قريبات العروس أن ترسم بالحنّاء على يديّ هذه الأخيرة ويجب أن تكون هذه الأخيرة سعيدة في حياتها الزّوجيّة لكي لا تنقل لها الحظّ التّعيس. وننتقل إلى تونس حيث يبلغ هذا التّقليد مستويات جديدة من الرّوح الإحتفاليّة التي تدوم لسبعة أيّام وفي اليوم الثّالث، ترتدي العروس فستاناً تقليديّاً ويتمّ تطبيق وشم الحنّاء على يديها وقدميها.

وبالرّغم من إختلاف الحفلات من بلد إلى آخر، تختار العروس دائماً موضوع الحفلة وتشخّص تجربتها بحسب ذوقها.

 

ميرلّا حدّاد



شارك المقال