أولاد

الأولاد والتّمارين الرّياضيّة: متى؟ ماذا؟ ولماذا؟

كونكم آباء وأمّهات، أنا متأكّد أنّكم تتساءلون دائماً "ما هي الفترة المثاليّة ليبدأ أولادنا بممارسة الرّياضة؟ وهل من فترة تُعتبر مبكرة جدّاً ؟" أنا شخصيّاً، بدأتُ رحلتي في عالم الرّياضة بعمر التّاسعة من خلال ممارسة 3 نشاطات مختلفة: الملاكمة الصّينيّة (كونغ فو) والجمباز ورياضة التّزحلق. بعمر الثّالثة عشرة، لاحظتُ أنّني أبرع في المقاتلة لذلك، ركّزتُ إهتمامي كلّه على الملاكمة الصّينيّة. وبصفتي رياضيّ محترف يمارس فنون القتال منذ 15 عاماً ويعلّم الأولاد والرّاشدين منذ 8 سنوات، سأطلعكم على كلّ ما تحتاجون إلى معرفته.

بدايةً، ليس من عمر معيّن يبدأ فيه الفرد بممارسة الرّياضة؛ أيّ إنسان وبأي عمر يستطيع أن ينطلق في عالم الرّياضة. فيمكن أن يبدأ الأولاد بممارسة الرّياضة في الثّالثة من عمرهم. ولا تزوّدهم الرّياضة في عمر مبكّر جدّا)من 3 إلى 5 سنوات) بالكثير من القوّة الجسديّة أو تساعدهم على تطوير آداء اللّياقة البدنيّة، بل يستفيد هؤلاء من فوائدها الجسديّة والمعنويّة مثل تناسق الجسم والإنضباط وطاعة الأوامر.

من خلال تناسق الجسم، يتعلّم هؤلاء تحريك أجزاء الجسم بشكل منفصل وكيفيّة إستعمال العضلات بشكل صحيح. وبهدف مساعدة هؤلاء على التّقدّم بشكل أسرع، يعتبر وجود المرايا في قاعة الصّف مهمّ جدّاً، إذ يمكنهم رؤية تحسّنهم. وتعتبر الفوائد المعنويّة مهمّة أكثر عند الأطفال، فبالإضافة إلى الإنضباط، يتعلّم هؤلاء أنّ لا شيء يأتي بسهولة؛ فالتّدريب صعب جدّاً ولكن الجهود الكبيرة تؤدّي إلى تنائج رائعة.

ويتعلّم الأولاد أيضاً مفهوم عمل الفريق والرّوح الرّياضيّة وسينفّذونها في حياتهم اليوميّة كأولاد ثمّ كراشدين. ولكن هذا كلّه ليس له أهمّيّة إذا لم تربط هؤلاء علاقة تواصل مع مدرّبهم الذي يجب أن يكون مفعماً بالحيويّة والنّظرة الإيجابيّة، إذ سيصبح هذا الأخير مثالهم الأعلى. ماذا عن تكرار التّمارين وأنواع الرّياضة المخصّصة لجنسٍ معيّن دون غيره؟ حسناً، على الصّعيد الجينيّ، يتّسم الفِتيان بعضلات أقوى ولكنّهم يفتقدون للّيونة، في حين تتّسم الفتيات باللّيونة ولكنّهنّ يفتقدنَ للقوّة. ويمارس الإثنان الرّياضة بهدف تقوية أجزاء مختلفة ضعيفة من أجسامهما والنّتيجة النّهائيّة هي نفسها عند الشّخصين؛ سيصبحان قويّين وسيتّسمان بليونة الجسم.

أمّا في ما يختصّ بعدد المرّات التي يمارسون فيها الرّياضة، فيمكن لهؤلاء التّدرّب بشكل يوميّ طالما كان تمرينهم كامل أيّ يتضمّن تقوية العضلات وتمديدها. فسيساعدهم ذلك على إرخاء العضلات المتشنّجة وتجنّب الإصابات التي تؤثّر على نموّهم. سواء أكان الرّقص أو الجمباز أو الكونغ فو وكلّ شيء آخر، يجب على الأولاد أن يستكشفوا أنواع مختلفة من النّشاطات على صعيد يوميّ، إذ كلّنا نعلم أنّه عندما يكبرون، لن يعد لهم متّسع من الوقت لممارسة الرّياضة. فيجب أن تدعوا أولادكم يستغنمون الفرصة ويستفيدون من هذا الوقت الثّمين ليجدوا نشاطاً أو نوع رياضة يبرعون فيه الآن ليستمتعوا به لبقيّة حياتهم. فمن يعلم، قد يكون هذا الأخير مصدر رزقهم لاحقاً!

وأخيراً، بصفتكم آباء وأمّهات، من المهمّ جدّاً أن تفهموا أنّ الرّياضة والتّمارين الرّياضيّة بمثابة أسلوب حياة وليستْ صيحة موسميّة فحسب.

 

فرانسوا الرّاسي



شارك المقال