موضة

مقابلة مع مريم يحيى

بدأتْ مصمّمة الأزياء المصريّة مريم يحيى مسيرتها المهنيّة في التّسويق لإستراتيجيّات التّواصل لدى علامات معيّنة، وسرعان ما إكتشفتْ أنّها شغوفة بتصميم الأزياء. متحدّرة من عائلة مؤلّفة من مصمّمي أزياء، دخلتْ هذه الأخيرة عالم الموضة فوراً فأبدعتْ علامتها "ميسز كيبا"، مجسّدةً من خلالها ذوقها الرّفيع وموهبتها من خلال مجموعتها الأولى التي إتّسمتْ بالطّابع القديم الطّراز.

فكان لأزياء مود حديثاً مع هذه الشّخصيّة الأيقونيّة المقيمة في دبي وذلك لمعرفة المزيد عن مجموعتها الجديدة!

لقد كنتِ تشغلين منصباً في مجال الإعلام في دبي. هل يمكنكِ إخبارنا المزيد عن اللّحظة الحاسمة التي قرّرتِ فيها أن تصبحي مصمّمة أزياء؟

كنتُ أمشي في شوارع فلورنسا في خلال فترة شهر العسل الذي كنتُ أقضيه هناك، وإذا بي أرى متجراً كبيراً ذي واجهة جميلة تحتوي على أقمشة ملوّنة تتّسم بالطّابع المرح. فتخيّلتُ أنّ الأقمشة تتكلّم معي وتقول "حوّلينا إلى تصاميم". ظلّ هذا المشهد محفوراً في ذهني طوال يومين وأيقظ في داخلي حلم تصميم الأزياء. ظللتُ أتكلّم عن الموضوع مع زوجي إلى أن قال لي هذا الأخير بابتسامةٍ عريضة "مريم، أظنّ أنّه حان الوقت لتحقّقي حلمكِ، أؤمن أنّكِ خُلقْتِ لتعملي في مجال الموضة". إستيقظتُ في اليوم التّالي وأرسلتُ إستقالتي بالبريد الإلكترونيّ إلى شركتي وبعد وقتِ قليل، تسجّلتُ في معهد إسمود دبي عن طريق الإنترنت للإنضمام إلى برنامجه الذي يدوم لمدّة سنة.

دخلتِ عالم الموضة من خلال صفحتكِ على الإنستغرام التي تتضمّن حوالي  60 000 متابعاً. ما الذي دفعكِ إلى دخول عالم الموضة وأن تصبحي مصمّمة أزياء وشخصيّة ملهمة في عالم الموضة؟

لا أعتبر نفسي شخصيّة ملهمة، إذ إنّني أنشر أموراً غير مرفقة بإعلانات ودعم من جهاتٍ معيّنة ولا يواكبني عدد هائل من المتابعين. إستخدمتُ صفحتي على الإنستغرام للتّرويج والتّسويق لإطلاق علامتي الخاصّة. وكان الهدف من وراءها مشاركة المتتبّعين نصائح تتعلّق بتنسيق الأساليب ولكي يواكب الجميع تطوّر علامتي. لعب الإنستغرام دوراً كبيراً عندما غيّرتُ مهنتي، إذ دفعني كلّ من التّقدير والدّعم الذي حصلت عليه من المتابعين إلى المضيّ قدماً.

نتوقّع أنّ حبّكِ للموضة تطوّر عندما بدأتِ بأخذ دورات في إسمود دبي. كيف أثّرتْ تجاربكِ على مسيرتكِ المهنيّة؟

في الحقيقة، كنتُ شغوفة بالموضة قبل إنخراطي في برنامح إسمود وتحديداً عندما كنتُ في العاشرة من عمري، إذ إنّني أتحدّر من عائلة تحبّ التّصاميم والأساليب. قامتْ أمّي بأسلوبها الفريد بتصميم وخياطة كلّ ملابسنا – إنّها موهبة ورثتها من والدتها. لقد ساعدتني هذه الأخيرة أيضاً في تطوير حسّ الموضة وموهبة تنسيق الألوان فبدأتُ بمزج الألوان وتنسيق الأساليب منذ صغري. شقيقتي أيضاً مصمّمة فساتين زفاف شهيرة جدّاً؛ لقد حازتْ هذه الأخيرة على لقب ثالث أفضل مصمّمة فساتين الزّفاف في الشّرق الأوسط وظهرتْ أيضاً على قناة CNN. درستُ الموضة في الجامعة وإنخرطتُ في إسمود لإكمال دراستي وتعلّم كلّ الجوانب التّقنيّة لعالم الموضة مثل الخياطة وصنع الطّبعات والتّسويق والمزيد من الأمور الأخرى.

هل يمكنكِ إخبارنا المزيد عن علامة ميسز كيبا؟

تصمّم علامة ميسز كيبا الملابس الجاهزة وتشكّل تصاميم الهوت كوتور الجاهزة نسبة 30% من التّصاميم؛ وتتّسم العلامة بالطّابع البوهيميّ الرّاقي مع لمسة السّبعينيّات.

تُلهمكِ الصّيحات البوهيميّة السّاحرة والمفاهيم الهندسيّة والطّبعات التي يحبّها الأولاد. كيف تجمعين كلّ هذه المفاهيم فتخلقين أزياء مثاليّة مستوحاة من السّبعينيّات؟

لقد أضفتُ اللّمسة السّبعينيّة على كلّ المفاهيم من خلال إختيار الأقمشة المناسبة. أختار الألوان الدّافئة للتّصاميم العصريّة المستوحاة من دبي وأتلاعب بالأساليب لأحرص على أن تعكس كلّها المزاج نفسه.

هلّا تصفين لنا إمرأة ميسز كيبا النّموذجيّة بكلمة واحدة؟

إنّها إمرأة تعتمد أسلوباً حادّاً خاصّاً بها وتختار الصّيحات التي تريد إعتمادها وتتحلّى  بالثّقة في النّفس في ما يختصّ بأسلوبها الشّخصيّ.

ما هي الشّخصيّة التي يلهمكِ أسلوبها؟

أحبّ تنوّع وحدّة أسلوب ريهانا.

هل تعتبرين أنّ إبنتكِ قد لعبتْ دوراً مهمّاً في إبداعكِ لمجموعتكِ الجديدة؟

بكلّ تأكيد! كانتْ إبنتي مصدر الوحي الأوّل وراء تصاميم مجموعتي. علمتُ بأنّني حامل عندما كنتُ أرسم تصاميم مجموعة خريف وشتاء 2016 وكنتُ أسافر كثيراً؛ فقرّرتُ الإستفادة من سفري وإبتياع مستلزمات الأطفال فبدأتُ حينها برسم تصاميم مستوحاة من هذا الموضوع. أعجبتني علامات التّصاميم الولّاديّة الفرنسيّة كثيراً؛ إنّها تعتمد الأقمشة الغنيّة والألوان الدّافئة وتتّسم باللّمسة المرحة والسّعيدة. ألهمتني هذه التّصاميم كثيراً فتأثّرتْ تصاميم مجموعة خريف وشتاء 2016 بها بشكلٍ كبير. 

بعد إطلاق مجموعتكِ الأولى، ما هي خططكِ المستقبليّة؟ ما هدفكِ الرّئيسيّ؟

لدي خطط مستقبليّة مهمّة جدّاً لميسز كيبا، ولكنّني أستمتع بالقيام بالأمور تدريجياً. في هذه المرحلة، أريد أن أركّز إهتمامي على التّصميم من دون أن أقلق حيال الخطط المستقبليّة. لحسن حظّي، علامتي معروفة في السّوق بفضل إنستغرام. في الوقت الحاليّ، إنّي أركّز كلّ إهتمامي وطاقتي على علامتي وأتمنّى أن تحرز هذه الأخيرة تقدّماً بشكلٍ طبيعيّ.

 

سندي مناسا



شارك المقال