مجوهرات وساعات

مقابلة مع لوتشيا سيلفيستري، مديرة قسم إبداع المجوهرات في بولغري للمجوهرات

لا تكفّ لوتشيا سيلفيستري عن التّعبير عن حبّها للأحجار الكريمة. فبدأتْ هذه الأخيرة مسيرتها المهنيّة في عمر الثّامنة عشرة وذلك في قسم الأحجار الكريمة في بولغري واكتشف الأخوان بولغري قدراتها فساعداها على تنمية موهبتها وقرّرا تعليمها. في عمر العشرين سنة، بدأتْ هذه الأخيرة في السّفر حول العالم للإجتماع بخبراء عالم الأحجار الكريمة الأكثر شهرة بهدف أن تصبح واحدة منهم. وتمّ تقدير إنجازات هذه الأخيرة في النّسخة الخامسة عشرة من حفل توزيع جوائز GEM في يناير 2017 في نيويورك وبصراحة، هذا أقلّ ما نتوقّع من مديرة قسم إبداع المجوهرات العظيمة هذه الحصول عليه.  

وفي خلال حفل إطلاق بولغري لمجموعة Festa للمجوهرات الرّاقية في دبي، تسنّتْ لموقع أزياء مود فرصة اللّقاء مع لوتشيا سيلفستري لمعرفة المزيد عن شغفها وقصّتها ونظرتها الإبداعيّة.

لقد بدأتِ مسيرتكِ مع بولغري عندما كان عمركِ 18 سنة. كيف حصل الأمر؟

كان والدي يعمل في بولغري وطلب منّي الحلول مكان مساعدته الشّخصيّة لمدّة أربعة أشهر بسبب حمل هذه الأخيرة. وفي ذلك الحين، كنتُ أتخصّص في مجال علم الأحياء وأركّز كلّ إهتمامي على دراستي ولكنّني قبلتُ بتلك الفرصة شرط ألّا يتخطّى الأمر الأربعة أشهر. وعندما إلتقيتُ بالسّيّد بولغري للمرّة الأولى في مكتبه ورأيتُ طاولته الكبيرة وكان عليها عدد كبير من الأحجار الكريمة، من الزّمرّد إلى الياقوت الأحمر والأزرق، شعرتُ بتواصل معنويّ على الفور. فلم تكن هذه الأحجار جميلة فحسب، بل شعرتُ أيضاً أنّ هناك ثمّة تواصل بيني وبينها وشعر بولغري بالأمر نفسه. فعلّق قائلاً: "لاحظتُ أنّ بينكِ وبين الأحجار الكريمة نوع من التّواصل." وبالرّغم من خجلي، بدأتُ بلمس الأحجار الكريمة. فأضاف هذا الأخير:" عندما تنتهين من العمل، يمكنكِ القدوم إلى مكتبي ورؤيتي خلال عملي مع الأحجار الكريمة". فأصبحتُ بالتّالي أذهب إلى مكتبه كلّ مساء وكنّا نختبر أموراً جديدة مع الأحجار.

بالحديث عن الأحجار الكريمة، هل كانتْ هذه العناصر متوفّرة أكثر في تلك الفترة على صعيد الحجم والنّوعيّة؟

أجل، طبعاً، أتذكّر علبةً كانتْ تحوي أحجار ياقوت حمراء ضخمة يستحيل إيجادها الآن. فكانتْ هذه الأخيرة تحوي 5 صفوف مرصّعة بالياقوت الأحمر عيار 5 إلى 10 قيراط.

أمّا في أيّامنا هذه، فتغيّر الوضع في ما يختصّ بالأحجار الكريمة مثل الزّمرّد والياقوت الأزرق وبخاصّة الياقوت الأحمر.

ما الذي تعلّمته في خلال تجربتكِ وما مدى صعوبة الأمر؟

كنتُ محظوظة جدّاً لكوني تدرّبتُ على يد المصمّم العظيم. لطالما إستنتجتُ أنّني كنتُ الشّخص المناسب في الوقت المناسب، إذ كانتْ عائلة بولغري تتسلّم زمام أمور العلامة كلّها، غير أنّهم  كانوا بحاجة إلى شخص يتعامل مع الأحجار الكريمة آنذاك. فنحن لا نعمل مع أحجار كريمة عاديّة، بل نشتري الأحجار المهمّة فقط، لذلك نحتاج إلى بعض الأشخاص الذين يمكنهم تعلّم هذا الأمر عنّا. لقد وثقوا وإستثمروا فيّ. ولكنّني كنتُ محاطة برجال فكان الأمر صعباً جدّاً عليّ وبخاصّة في المفاوضات. فمعظم أعضاء الإدارة كانوا رجالاً وكانوا يرفضون التّفاوض معي، ما زاد الأمر صعوبة.

هل يمكنكِ إخبارنا القليل عن مجموعة Festa، أحدث مجموعة مجوهرات راقية من بولغري؟

تعني كلمة Festa الإحتفال، وعلى غرار الإيطاليّين، نحن نحبّ الإحتفال حتماً. فعندما قرّرنا الموضوع الذي سنجسّده، أحببته كثيرًا، إذ إنّه يعكس البهجة. في الواقع، أنا سعيدة جدّاً لكوني أعمل مع فريقي، إذ إنّ نجاح العلامة يكمن في عمل الفريق. فعملتُ معهم وقلتُ أنّه يجب أن نتّسم بالقليل من الجنون ويجب أن نتذكّر طفولتنا وتقاليدنا والشّخصيّات الرّاقية مثل الأميرات وبخاصّة الرّومانيّات منهنّ. واستوحينا أيضاً من فنّ العيش الإيطاليّ المبهج، فكانتْ فترة سعيدة جدّاً من حياتي، مليئة بالإحتفالات. وتذكّرتُ أيضاً أيّام طفولتي وقوالب الحلوى والبالونات والقطارات التي لعبتُ بها.

إلى جانب الألوان الإستثنائيّة، ما الذي يميّز مجوهرات بولغري الرّاقية؟

أظنّ أنّ إبداعاتنا تتّسم بالطّابع المعاصر. برأيي الشّخصيّ، أشعر أنّ هويّتنا تتّسم بالأسلوب المعاصر. فدائماً ما نبقى أوفياء لماضينا، غير أنّنا نأخذ حاجات السّوق الحاليّة وصيحات الموضة والمجتمع العصريّ بعين الإعتبار أيضاً. حتّى صناعتنا الحرفيّة معاصرة أيضاُ. وثمّة ورشة عمل للمجوهرات الرّاقية تابعة لنا في روما وشركة كبيرة في فالينزا وكلتيهما مجهّزتين بأحدث تكنولوجيا. فما يميّزنا هو الطّابع المعاصر والأخذ بعين الإعتبار ماضي الدّار.

لدى التّكلّم عن المجوهرات الرّاقية، نتخيّل قطعاً فريدة من نوعها. هل الأمر سيّان في ما يختصّ بإبداعاتكم أو تجدّدون التّصاميم القديمة؟

نقوم بالأمرين. مثلاً، تعتبر مجموعة Festa فريدة من نوعها، إذ إنّنا نعمل حوالى حجرة وسطيّة. فمن المستحيل إبداع قطعة أخرى منها. أمّا في ما يختصّ بعقد Palloncini، فيمكننا التّعديل فيه، إذ يمكننا إيجاد أحجار أخرى. الأمر يعتمد على التّصميم. فإذا تمّ بيع عقود Palloncini فوراً، نحاول إبداع قطعة مثلها بألوان مختلفة وبعدد لا يتخطّى 3 أو 4 قطع.

ما النّصيحة التي تسدينها لمصمّمي المجوهرات النّاشئين بالإستناد إلى خبرتكِ ؟

من المهمّ جدّاً تصميم قطع متّسمة بالإبداع ولكن يجب أن تكون هذه الأخيرة عمليّة ومن السّهل إعتمادها. لقد إلتقيتُ بمصمّمين مبدعين جدّاً، غير أنّهم لا يعلمون أنّه يجب أن تكون تصاميمهم سهلة الإعتماد وهذا أصعب جزء من عمليّة إبداع المجوهرات. فلا يكمن جمال القطعة في مستوى الإبداع فيها فحسب، إذ ليستْ هذه الأخيرة لوحة تعلّقونها على حائط. فتصميم مجوهرات عمليّة دليل على ذكاء المصمّم.

 

ميرلّا حدّاد



شارك المقال