مجوهرات وساعات

مقابلة مع إيزابيلا تراغليو، نائب المدير العام لدار فيرنييه

بعد رحلة غنيّة بالابتكار وتصميم المجوهرات الرّياديّة، تنطلق دار فيرنييه بمغامرة أخرى بطلتها مواد خامة غير اعتياديّة. ومن أفضل من نائب المدير العام للعلامة إيزابيلا تراغليو لإخبارنا عن هذا الفصل الجديد المثير للحماس؟

بعد الاستيلاء على هذا المنصب في يناير 2019، أتقنت تراغليو عمليّات تطوير المنتج وإنتاجه في فيرنييه، وقد حالفنا الحظّ لمقابلتها والتّحدّث معها عن كلّ ما ذكرناه وبالأخصّ عن مجموعة مجوهرات “Coucher du Soleil” الجديدة.

القوّة ليست سوى إحدى السّبل لوصف هويّة فيرنييه. ما الذي قد تضيفينه لإلقاء المزيد من الضّوء على روح العلامة؟

تمّ تأسيس فيرنييه وفق نيّة واضحة تتجسّد في إبداع "مجوهرات ليست في الوجود بعد"، رافضين اتّباع الأسلوب التّقليدي، ورغبةً بتقديم تصاميم معاصرة تتماشى مع أسلوب حياتنا الحالي ويمكن ارتداؤها من النّهار حتّى المساء. وسرعان ما تترجمت هذه الفكرة في أشكال جريئة وانحناءات ناعمة تسمح للمرأة بارتدائها بسهولة وألوان مذهلة. ومنذ البداية، ميّزت هذه العناصر الثّلاثة أسلوب فيرنييه. في أغلب الأحيان، لا نكتفي باتّخاذ الفنون والمنحوتات والهندسة المعاصرة كمصدر وحي فحسب، بل كمحفّزات لإحياء فكرة الحركة، فكرة "حدوث أمر ما"، ما يشكّل جوهر الأسلوب العصري الذي نريد إضافته إلى إبداعاتنا. وبالتّالي، تشكّل الأشكال والأضواء والانعكاسات التي تخلّفها المواد المستخدمة، بالإضافة إلى الألوان، العناصر الأساسيّة التي تحيي هذه الفكرة. فعلى سبيل المثال، يؤطّر عقد Calla، الذي يشكّل أحد أكثر التصاميم الأيقونيّة في علامتنا، الوجه لكنّ في الوقت عينه يقدّم فكرة الحركة بفضل شكل المخاريط المصنوع منها هذا الأخير والضّوء النّابع من الذّهب.

ولا تكمن جرأتنا في الأشكال فحسب، بل أيضًا في المواد، إذ إنّ كلّ إبداع هو شكل من أشكال المقاومة للأفكار المبتذلة والتّقليد. نحبّ اختبار المواد ومزج التّقليديّة والفخمة منها التي عادةً ما تستخدم في صناعة المجوهرات – كالذّهب وأجمل حبّات الماس والأحجار الكريمة – مع تلك غير الاعتياديّة كخشب الآبنوس أو التيتانيوم أو مؤخّرًا، البرونز.  

 

سوار “Coucher du Soleil”  المصنوع من الذّهب الأبيض والبرونز والماس

بصفتك خبيرة في الأحجار الكريمة، كيف يساهم اختيار هذه الأخيرة في عالم فيرنييه الفريد؟

الأحجار عنصر أساسي في عمليّة إحياء رؤيتنا للمجوهرات. ووفاءً لهذه الرّؤية، نستخدم الأحجار الكريمة بطرق فريدة.

بالحديث عن الماس، غالبًا ما نستخدمه في تقنيّة الترصيع المرصوف Pavé. وإنّ ماساتنا طبيعيّة من دون استثناء وهي حصريّة بجودتها: فلا تقلّ عن لون F ونقاوة VVS، كما وإنّها ممتازة القصّة. وإنّ التماثل والتّقسيمات أمران أساسيّان أيضًا، إذ إنّ فقط الأحجار الكريمة المثاليّة بإمكانها أن تجعل تقنيّتنا في ترصيع Pavé فريدة من نوعها بفضل تجانسها وضوئها النّاعم: في الواقع، تستخدم هذه التّقنيّة في عالمنا سنّيْن فحسب مقارنةً بالأسنان الأربعة التي عادةً ما تستخدم في مجال صناعة المجوهرات – وهذا ما يضمن الحصول على سجادة لا متناهية من الماسات المتلألئة، تتّسم بنعومة فائقة وبريق مذهل. ولقد رصّعنا حبّات من الماس وفق تقنيّة أسميناها Eyeliner Pavé أطلقناها مؤخّرًا: فتكمن الفكرة في ترصيع حبّات كبيرة وصغيرة من الماس، غير متشابهة بتاتًا، على أشكال من الذّهب أو التّيتانيوم بطريقةٍ عفويّة ظاهريًّا. إنّها طريقة جديدة لترصيع الماس، تضيف روحًا عصريّةً وضوءًا جديدًا للمجوهرات فتثير فينا الحماس.

وفي ما يتعلّق بالأحجار الكريمة، نحبّ استخدامها لألوانها المذهلة. فنختار أجملها وأكثرها طبيعيّةً فحسب، ما يفسّر عدم وجود حجرة شبيهة بالأخرى. وليس اليشم والعقيق الأحمر واللازورد والفيروز وعقيق kogolong الأبيض والأغات سوى بعض الأحجار التي نستخدمها؛ فدائمًا ما نقصّها من الحجرة الخامة للتتناسب بتناغم مع تصميم المجوهرات. ونلقي الضّوء على ألوانها الطّبيعيّة من خلال تقنيّتنا المسمّاة Trasparenze: فمن خلال تداخل هذه الأحجار بطبقة من الكريستال الصّخري، نضيف بريقًا ونخلق ما يشبه الوهم البصري. مرئيًّا من الأعلى،يشعّ لون الحجر الأساسي، في حين أنّ اللّمحة الجانبيّة تظهر شفافيّة الكريستال. ومنذ بضعة سنوات، أطلقنا مجموعة عنوانها Flowers، تضمّ أحجار نادرة للغاية وفريدة من نوعها.

يشكّل كلّ تصميم قطعة فريدة، تمّ إبداعها من أحجار أخّاذة من ناحية قصّتها ولونها وعيارها. ويمكن لهذه الأخيرة أن تكون حبّات من الزّمرّد أو الإسبينيل أو حبّات التنزانيت بحجم كبير غير اعتيادي أو حبّات الماس – وهذه الحالة الوحيدة التي نستخدم فيها ماسات في تقنيّة ترصيع غير مرصوف. وتزيّن هذه الأحجار خواتم وأقراط وعقود؛ أشكال نحتيّة، تصميم غير مثقل، مع أحجار مرصّعة أحيانًا على خلفيّةٍ من الذّهب، وأحيانًا أخرى على مواد غير اعتياديّة. هذه هي نظرتنا للمجوهرات الراقية.  

أخبرينا عن مجموعة “Coucher du Soleil” التي تشكّل فصلًا جديدًا في رحلة فيرنييه.

مجموعة Coucher du Soleil الجديدة هي أحدث ثمرة لرغبتنا المستمرّة في إبداع مجوهرات إبتكاريّة لا تشبه غيرها، جامعةً بين المواد الكلاسيكيّة والمواد غير التّقليديّة.

وأحد أهمّ الإبتكارات في هذه المجموعة هو اختيار المواد المصنوعة منها القطع. فبعد خشب الآبنوس الذي أرفق بالذّهب وحجرة غير اعتياديّة كعقيق kogolong والتيتانيوم – الذي استخدمناه بطرق عدّة، وجّهنا الأضواء إلى البرونز، وهو مادّة خفيفة جدًّا.

ولم تكن صناعة هذه المجموعة بمهمّة سهلة فتطلّبت سنتيْن من البحوث للانطلاق من المفهوم وتحقيق النتيجة النّهائيّة، إذ إنّ البرونز صعب التشكيل؛ وقد قضينا هذا الوقت في دراسة سبل الحصول على أشكال لا تشوبها شائبة من خلال سبك المعدن، وكيفيّة جعله شريط معدني مثالي. واستغرقت هذه العمليّة الكثير من الوقت، إذ لا يمكن تصحيح الأخطاء في خلال العمل بالبرونز.

خاتم “Coucher du Soleil”المصنوع من الذّهب الأبيض والبرونز

ما الذي ساعدكم على المزج ما بين الابتكار والبساطة للحصول على الأساس المثالي لهذه المجموعة؟

الانسجام أساس لدى فيرنييه. وعندما قرّرنا العمل بالبرونز، كنّا على يقين أنّنا أردنا إبداع أشكال تنسجم مع هويّتنا. لذلك، قرّرنا تصميم هذه المجموعة باستخدام شرائط معدنيّة رفيعة. والضوء الذي ينعكس على القطع المصنوعة كلّ منها من الذّهب والبرونز يخلّف حركةً رائعةً. وسمح لنا ذلك بتصميم مجموعة بأشكال فيرنييه الكلاسيكيّة – منها الأساور والخواتم العريضة والأقرط النحتيّة التي تعكس من خلال تصميمها انحناءات الأذن – فأضافت إشراقةً رائعة وخفّة مذهلة بفضل المكوّنات العاموديّة الفرديّة التي تتشكّل منها كلّ قطعة. وتبدع الشرائط المعدنيّة تصميم يتّسم بالأسلوب التّزييني أكثر ممّا اعتادت فيرنييه على تقديمه نتيجة مقاربتها التّقليديّة، غير أنّ النّتيجة لا تزال تعكس جماليّة الدّار الواضحة وغير المثقلة التي نعتقد أنّها أساس المجوهرات المعاصرة.

كيف تحافظ مجموعة “Coucher du Soleil” على وفائها لقيم فيرنييه على الرّغم من تعريف عالم الدار إلى عنصر جديد؟

احترام الجسد هو قيمة مهمّة للغاية بالنّسبة لنا، فكلّ الأشكال التي تصمّمها فيرنييه محورها الجسم، إذ إنّنا دائمًا ما نفكّر بالمساحة التي ستحيط بها والحركة التي سيحدثها الجسد وطرق ارتدائها. وتتّسم قطع مجموعة Coucher du Soleil باللّيونة والأنوثة والراحة، وهذا لأمر مهمّ للغاية: فبالإضافة إلى كونها معاصرة ومختلفة عن غيرها بشكلٍ مذهل، إنّ ارتداء هذه التّصاميم أمر ممتع جدًّا.

وتشكّل هذه المجموعة مثالًا عن أعلى مستويات الخبرة الحرفيّة، كما هي الحال مع كافّة إبداعاتنا: فكلّ قطعة مصنوعة يدويًّا في إيطاليا، في ورش عملنا، حيث نعتمد على أيادي حرفيّينا الماهرين. وكما في أغلب الأحيان، انطلقنا من كفاءاتهم وتقدّمنا نحو الأمام، لنجد يدًا بيد طريقة لتصنيع المجموعة. فالحفاظ على إرثٍ ممزوج بالابتكار هو من القيم التي نكرّمها ونكافح من أجلها.   

في النّهاية، تعكس هذه المجموعة أمنيتنا في تقديم جودة لا تخضع لأيّة مساومة، سواء أفي الحرفيّة أو في خيار المواد الخامة. في الواقع، إنّ الأحجار وغيرها من المواد المستخدمة ليست سوى أفضل ما يتوفّر في السّوق.

أقراط “Coucher du Soleil” المصنوعة من الذّهب الأبيض والبرونز والماس

تتميّز هذه المجموعة بخيارات المواد التي تصنع منها. ما الذي ألهمك لمزج الذّهب بالبرونز والماس؟

لقد استوحينا فكرة استخدام الماس من بريقه الأخاذ الكامن في لونه البرتقالي، الذي يتماشى بامتياز مع الذّهب الزّهري الخاص بفيرنييه.

في الواقع، من خلال إرفاقه بالذّهب، يكشف البرونز عن نوره الدّيناميكي الذي يذكّرنا بمغيب الشّمس، ومن هنا يأتي عنوان المجموعة: فينعكس الضّوء على ملمس قطعة المجوهرات ليخلّف تلاعب رائع وغير متوقّع. ويتعزّز هذا الضّوء بأجمل حبات الماس المرصّعة أيضًا على خلفيّة من البرونز.

من امرأة فيرنييه وما الذي يربطها بمحبّات المجوهرات في الشّرق الأوسط؟

المرأة التي يدور حولها فكر فيرنييه الإبداعي في امرأة تتّسم بشخصيّة وطبع قويّين. إنّها مرأة من الوقت الحاضر، متماشية مع الزّمن وفي أغلب الأحيان، أكثر تقدّمًا منه.  تتمتّع بأناقة راقية وتفضّل الأسلوب غير المثقل ولا تخشى التّميّز عن كلّ ما هو تقليدي. إنّها تعلم ما يناسبها وتعلم عمّا تبحث، تمامًا كالنّساء في الشّرق الأوسط، اللّواتي يتّسمن بأسلوب رائع في الموضة. إنّ هؤلاء يعشقن أشكالنا العضويّة الانسيابيّة والأهمّ منها، ألوان الأحجار الكريمة الزّاهية التي نلقي الضّوء عليها من خلال الكريستال الصّخري في تقنيّتنا الشّهيرة Trasparenze. إضافةً إلى ذلك، لديهنّ معرفة واسعة بهذا المجال ويدركن الحرفية العالية في قطعةٍ ما. ولهذا السّبب نفتخر بحبّهنّ لتقنيّتنا في ترصيع الماس المرصوف، البرّاق والنّاعم لدرجة أنّه يستخدم كنقطة مرجعيّة في عالم تصميم المجوهرات.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال