موضة

معطف الترانش في قصّة

صورة الغلاف من Instagram.com/burberry

على الرغم من أنّه معروف في سياق الموضة، لم يكن معطف الترانش بقطعة ملابس أساسيّة كما هو عليه اليوم. في الحقيقة، بدأت القصّة قبل المدارج بكثير، في اسكتلندا القرن التاسع عشر والحرب العالميّة الأولى. ابتكره الكيميائيّ والمخترع الاسكتلنديّ تشارلز ماكينتوش والمخترع البريطانيّ توماس هانكوك في عشرينيّات القرن التاسع عشر، وتميّز بتصميمه المتين وقماشه المقاوم للمياه.

مصمّم ليكون قطعة الملابس الخارجيّة التي يلجأ إليها رجال الطبقة الراقية الذين تتضمّن أنشطتهم ركوب الخيل والرماية وصيد السمك والخدمة العسكريّة، صُنع في البدء من القطن المطّاطي. وبفضل تطوّر التكنولوجيا، أصبح القماش المغلّف بالمطاط أكثر تهوئة، وأقلّ تسبّبًا للتعرّق وأكثر فعاليّة بصدّه للمطر. وعام 1853، شهدنا على ظهور نسخة محسّنة من المعطف الواقي من المطر صمّمها الخيّاط جون إيمري من مايفير للرجل الأنيق. وأطلقه هذا الأخير تحت اسم شركته أكواسكوتوم Aquascutum الذي يعني في اللاتينيّة "الدرع المائيّ". وفي عام 1856، سار توماس بربري على خطاه ومن خلال علامته التي تحمل اسمه لجأ لخيوط القطن وألياف الصوف الفرديّة المقاومة للمياه بدلًا من القماش المغلّف بالمطاط – ما أدّى إلى ابتكار قماش “Gabardine” من بربري عام 1879 الذي أحدث ثورة في تاريخ القطعة هذه بفضل نسبة التهوئة غير المسبوقة التي يقدّمها، فأصبح هذا التصميم مشهورًا بين المستكشفين والطيارين وغيرهم من الرجال المحبّين للمغامرة.

من حيث الأسلوب، كان معطف الترانش الأصليّ مزيّن بصفّين من الأزرار ومفصّل عند الخصر ويتّسع وصولًا إلى تحت الركبة. وكان لحزامه حلقات على شكل D تعلّق بها الإكسسوارات بينما تساهم العباءة من الخلف بإزالة المياه. وقدّمت القطعة عند الكتفين التي تساعد على مقاومة الهواء عامل التهوئة أيضًا، أمّا الأزرار عند العنق فتحمي من الغاز السامّ. وبينما كان لكلّ معاطف الترانش جيوب عميقة وأكمام يمكن تضييقها عند المعصم، كان لبعضها الآخر بطانة تمنح الدفء ويمكن إزالتها.

وأصبح التصميم هذا قطعة ملابس أساسيّة عند وصوله إلى هوليوود، تاركًا تاريخه العسكريّ ليقوم بإطلالات لا تُنتسى في الأفلام – إذ ارتدته نجمات مختلفات مثل أودري هيبورن في فيلم ‘Breakfast at Tiffany’s’ وميريل ستريب في فيلم ‘Kramer vs. Kramer’. ومع بداية المرحلة الجديدة هذه من عهده، توسّعت لوحة ألوان معطف الترانش لتتخطّى اللون الكاكي الرمزيّ، وبدأ مصمّمون بإعادة ابتكاره مثل جان بول غوتييه ومارتن مارجيلا – على سبيل المثال لا الحصر، فقدّموا أساليب وتركيبات ألوان وطبعات جديدة ومختلفة الطول والتفاصيل.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال