أتذكّر جيّداً عندما كانتْ والدتي تصنع الحلاوة لإزالة الشّعر في المنزل مع خالتي عندما كنّا في لبنان. وفي فترة مراهقتي، كانتْ السّيّدة ريبيكا تأتي إلى منزلنا ومعها مرطبان كبير لتزيل شعر أجسامنا بالحلاوة. وأصبح الوقت الذي تزورنا فيه هذه الأخيرة عبارة عن فترة مرحة كنّا في خلالها نتكلّم عن أحدث الأخبار في حين تحتسي هذه الأخيرة القهوة مع والدتي. وأصبحتْ ريبيكا مع الوقت فرداً من العائلة، تماماً مثل جدّتي. كانتْ تجلب معها أقمشة قطنيّة مقصوصة تضع عليها الحلاوة ثمّ ترميها في الغسّالة فتذوب هذه الأخيرة. وبعد أن كبرتُ في السّنّ وبما أنّني أحبّ أن أكون إمرأة أعمال إقترحتُ أن نبيع الحلاوة في قوارير ولكن لم ننفّذ الأمر قطّ وتقاعدتْ ريبيكا. كانتْ الوصفة سهلة جدّأً لدرجة بإمكان أيّ أحد صناعة الحلاوة بنفسه في المنزل. جلّ ما تحتاجينه هو كوبين من السّكّر وربع كوب من عصير اللّيمون وربع كوب من الماء، بالإضافة إلى قدر. أتذكّر أنّها كانتْ تلعق الملعقة لتفقّد الحرارة. ما أحبّه في الحلاوة هو أنّها تذوب بسهولة وصالحة للأكل ولن تسبّب على الأرجح ظهور البثور، إذ إنّها مكوّنة من مواد بسيطة جدّاً. لصناعة الحلاوة يجب أن تُبقي الحرارة على درجة متوسطّة أو عالية وتستمرّي في تحريك المكوّنات. إحرصي على تحريكها باستمرار، إذ إنّ هذا الأمر هو سرّ نجاح الوصفة. تصبح الحلاوة جاهزة للإستعمال عندما يتحوّل لونها إلى كاراميل. يجب أن تنتظري قليلاً لكي تبرد قبل أن تستعمليها. أنا متأكّدة أنّه كان لريبيكا أسرار خاصّة لا تبوح بها لأحد، غير أنّ العمليّة سهلة جدّاً تطلّب بعض المحاولات والقليل من الصّبر.

ألين أغوبيان