صورة الغلاف من Instagram.com/ysl
من عمّال المناجم إلى رعاة البقر ونجوم الروك وأخيرًا عالم الموضة الراقي، للسراويل المصنوعة من قماش الدينيم – الجينز – تاريخًا طويلًا من التطوّر. على مرّ القرنين الماضيين، أصبحت سراويل الجينز أيقونية في عالم الموضة وقصّتها تستحقّ الرواية.
بدأ الأمر في القرن التاسع عشر عندما كانت كلمة "جين" تشير إلى قماش قطنيّ محاك مستخدم لتصميم السراويل ومصنّع في مدينة نيم الفرنسيّة. غير أنّ الخيّاط جاكوب ديفيس وصاحب دار بيع الأقمشة بالجملة في سان فرانسيسكو ليفاي شتراوس قد حصلا على براءة اختراع سروال الجينز الكلاسيكيّ لأوّل مرّة عام 1873 عندما ازداد الطلب على سراويل العمل المتينة المزوّدة بجيوب.
كان لون أوّل سروال من الجينز نيليًّا وكانت جيوبه مدعّمة بمسامير نحاسيّة – تفصيل لا يزال أساسيًّا في معظم سراويل الجينز اليوم. وفي عام 1890، تمّ ابتكار أسلوب Levi’s 501 الذي استهلّ مسيرة إبداعيّة تميّزت بكسر القواعد وثني الحدود بين الأجناس وأسلوب الغرب الجامح. ومن أجل ابتكار المزيد من المقاومة ولمسة ليفايز الخاصّة في خلال العقد ذاته، أضافت العلامة بعد ذلك قوسًا مزدوجًا بخياطة برتقاليّة. وعندما انتهت براءة اختراعه، أصبح بإمكان عدّة مصنّعين إعادة تصميم نسخاتهم الخاصّة من سراويل الدينيم.
وفي عشرينيّات القرن العشرين وثلاثينيّاته، أعطت هوليوود الجينز الأزرق شخصيّة رومانسيّة أكثر – فألبسته للاعبي أدوار رعاة بقر وسيمين مثل جون واين وغاري كوبر، وجذبت الزبائن الباحثين عن ملابس عاديّة مناسبة لعطلة نهاية الأسبوع وغيرها من العطلات. ومن خلال صور إعلانيّة لممثّلات مثل جينجر روجرز وكارول لومبارد مرتديات القطعة هذه، أصبحت النساء أيضًا مقتنعات أكثر فأكثر بإضافتها إلى خزانتهنّ.
بين خمسينيّات القرن العشرين وسبعينيّاته، كانت سراويل الجينز ترمز للروعة والأسلوب الهيبي، فبعد أواخر سبعينيّات القرن العشرين وأوائل ثمانينيّاته بدأ سروال الجينز يبرز في مجال الموضة الراقية فأطلّ على المدارج، الأمر الذي جعله ثمينًا وصعب الشراء. وفي تسعينيّات القرن العشرين، بدأت دور موضة مثل فرساتشي وديور ودولتشي أند غابانا بإعادة ابتكار القطعة هذه بأسلوبها الخاصّ فقدّمت قصّات وأنواع جديدة تلبّي أذواق كلّ الرجال والنساء.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
