أسلوب حياة

حديث مع ليا صفير، مؤسّسة علامة ByLéaSfeir

كمنسّقة طاولات وخبيرة في آداب السلوك ومؤثّرة في أسلوب الحياة، إنّ مسيرة ليا صفير بعيدة كلّ البعد عن كونها عاديّة. فرنسيّة من أصول لبنانيّة، اختبرت الحياة في باريس وميلانو واسطنبول ودبي، فحصدت كلّ الإلهام الذي تحتاجه لتصبح خبيرة مطلوبة لتحضير الطاولات التي تجمع بين أوروبا والشرق الأوسط. إليك كيف جرى حديثنا معها الذي فيه نتعلّم كيفيّة تنسيق طاولة وتفضيلات الفنّانة وما تخبّئه لمن هم شغوفين بهذا الفنّ.

لماذا اخترت فنّ المائدة كمهنة؟

لم أختره كمهنة أبدًا، فبالنسبة لي، كان من الضروري دائمًا تزيين طاولة جميلة لأهلي وأصدقائي كلّما التقينا لتناول الطعام. فهكذا تربيت. وعندما بدأت منذ بضع سنوات أن أعرض تقدّمي وطاولاتي على انستغرام، بدأت تتواصل معي العلامات، أكان لابتكار طاولات للقاءات العشاء المميّزة لها أو لابتكار محتوى لصفحاتها.   

أخبرينا كيف يجري تحضير الطاولة.

أوّلًا، يختلف الأمر إذا كنت أحضّر طاولة لأصدقائي أو لعلامة.

عندما أحضّر طاولة للقاء شخصيّ، أختار اللون والموضوع وغرض رأيته ومزاجي والموسم وحتى الضيوف لأستوحي. إذا كانوا لبنانيين، أحضّر طاولة وقائمة طعام غير مرتبطتين بالثقافة اللبنانية لأحرص على أخذهم في رحلة صغيرة. بعد ذلك، أبدأ بتطوير فكرتي. أيّ غرض يمكن استعماله على طاولتي إذا كان متجانسًا. أحبّ ابتكار مفاجآت صغيرة على الطاولة وتقديم هديّة صغيرة قبل مغادرة ضيوفي.

إذا كانت لعلامة، تختلف الإجراءات. في هذه الحالة يمكن أن يكون ثمّة دليل لها أو موضوع سأحترمه تمامًا، أو يعطونني الحريّة الكاملة لأبتكر طاولة أمينة لهويّة العلامة. ومن أجل القيام بذلك أستكشف تاريخها وألوانها وقيمها وأصمّم لوحتي المزاجية.

كيف ألهمت مسيرتك في باريس وميلانو واسطنبول ودبي أعمالك؟

نشأت في باريس وهي موطني. لذا لفرنسا تأثير كبير على أسلوبي ورؤيتي. انغمست في ثقافة الفخامة والأناقة وعدم بذل الجهد والبساطة والرقي في الوقت نفسه. ولبنان هو أصلي ولا شكّ أنّ الدفء والكرم والألوان جزءًا منّي وذلك ينعكس من خلال طاولاتي، بينما اسطنبول علّمتني النظر إلى الأبعد وتوسيع نظري لكلّ جزء من التاريخ واستخدامه بطريقة جميلة وفهم ما قدّمه ليومنا. لم تكن الحقبة العثمانية الأسهل على بلاد الشرق الأوسط لكنّها ملهمة جدًّا، وإن الغرافيكيات والتصاميم التقليدية هي من الأمور التي أحبّها وتعلّمت تقديرها خلال إقامتي هناك بغض النظر عن الأحكام المسبقة التي أكون قد سمعتها. أمّا دبي فهي المدينة التي منحتني فرصًا وعلّمتني كيف أتخطّى نفسي وأنظر أبعد من السماء وألّا أخاف من بدء أمرًا جديدًا وأنظر إلى المستقبل وأكسر الحواجز وألّا أكتفي. وإذا كان لي أيّ طموحات، دبي عزّزتها فيّ ونمّت ابتكاري إذ دفعتني لأرغب دائمًا بتقدمة المزيد.    

من بين كلّ التعاونات التي شاركت بها، ما كان العنصر الثابت الذي يعكس حقًّا روح ليا صفير ومعاييرها؟

في كلّ التعاونات التي شاركت بها، عكست بحقّ معاييري وروحي كلّ من الأصالة والامتنان والحسّ بتقديم أفضل ما لديّ مهما كانت الظروف ومن هم الأشخاص.

ما هي أحدث الصيحات في تحضير الطاولات وما هي المفضّلة لديك؟

منذ فترة والمزج والتنسيق بمثابة صيحة، وللصراحة أصبح من المهم جدًّا رؤية كلّ شيء وكلّ الأساليب على الطاولة. أحبّ الأطباق المنعشة المفعمة بالألوان وأدوات الطاولة العتيقة الطراز، وما أحبّه أكثر من غيره هي الطاولة التي تخبر أدواتها بقصّة، قصّة أصيلة.

فنّ الطاولة هو فنّ سريع الزوال، لكنّه فنّ. وأهمّ جزء هو كيف يتبلور بصدق على الطاولة. 

أخبرينا عن علبتك.

بعد استماعي لرغبات متابعيني وحاجاتهم، إذ قالوا لي "أتمنّى لو أستطيع الحصول على نفسها" أو "أتمنّى لو يمكنك تنسيق طاولتي"، قرّرت ابتكار علبة من نقطة البداية تتضمّن كلّ ما يلزم لتحضير طاولة جميلة وتزيينها بمفردك: أطباق صغيرة وكبيرة، والبعض من المزهريات المختلفة الطول، وشمعدانات، وأكواب، وكلّها مصنوعة من زجاج حرفيّ مصنوع بالنفخ، ومناديل ومفارش مزدوجة وشموع. كلّ المحتويات يدويّة الصنع ومتوفّرة بكميّة محدودة لتحضير طاولة حصريّة. فلم أرد أن يكون للعديد من الأشخاص الطاولة نفسها في منازلهم. وحرصت أيضًا أن يكون السعر مقبولًا لكثيرين. وبامتلاك علبة ByLeaSfeir يحصل الشخص على مجموعة خالدة وحصريّة من القطع التي يمكنه توريثها لأولاده، إنّها علبة تخبر قصّة مسجد بيبي خانوم على طاولتك. لهذا السبب أطلقت عليها اسم "علبة خانوم".

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال