مجوهرات وساعات

تطوّر الساعات في قصّة

صورة الغلاف من Instagram.com/vacheronconstantin

يتمّ تتبّع الوقت من زمن بعيد جدًّا، ففي البدء كانت الساعات الشمسيّة ثمّ تبعتها المائيّة قبل أن تُبتكر أولى الحركات الميكانيكيّة في القرن الثالث عشر. وبالتحديد، تمّ اختراع أوّل حركة ميكانيكيّة عام 1275 في انجلترا كعدّاد للدقائق من دون ميناء. وبعد ذلك، تمّ ابتكار 3 ساعات في إيطاليا – نسخة فلكيّة، وأخرى تدقّ كلّ ساعة، وتصميم آخر أكثر متانة يشير إلى الساعات وشروق الشمس وأيّام الشهر.

وصمّم الحدّادون أولى الساعات في القرن الرابع عشر كأجراس عالية الصوت إلى أن تمّ ابتكار أوّل ساعة جيب في العام 1462. وباستخدام النحاس والبرونز والفضّة، دبّت الحياة بمجال صناعة الساعات السويسريّ في منتصف القرن السادس عشر عندما فُرض حظر على المجوهرات، ما أدّى إلى لجوء صنّاع المجوهرات لاحتراف هذه التجارة الجديدة.

وكركن أساسيّ في خزانة الرجال، تمّ ارتداء الساعات هذه كقلادات وأشارت إلى الساعة فحسب، بينما بقي الميناء غير محميّ حتى بداية القرن السابع عشر حين أصبح الزجاج شائعًا. وفي العام 1810، صمّم أبراهام لويس بريجيه أوّل ساعة معصم لملكة نابولي فألهم مجموعة معاصرة كاملة حملت اسم “Reine de Naples”. وسار باتك فيليب على خطاه وابتكر ساعة ذات سوار للكونتيسة كوسكوفيتش من المجر.

وشهد القرن التاسع عشر انتاجًا ضخمًا للساعات، الأمر الذي جعل الإبداعات هذه متوفّرة لعامّة الشعب، إذ تمّ استخدام مواد أقلّ تكلفة. وفي أواخر ثمانينيّات القرن التاسع عشر، بدأت ساعات المعصم تنال شعبيّة بين الرجال بسبب الضباط البحريين الألمان الذين من أجلهم صنع جيرارد-بيريغو إبداعات بوفرة سهّلت عملهم. تبعت الإصدارات هذه ساعة المعصم Cartier Santos عام 1904 التي صمّمها لويس كارتييه للطيّار البرازيليّ ألبيرتو سانتوس-دومون كبديل لساعة الجيب.

وفي خلال الحرب العالميّة الأولى، أصبحت ساعات المعصم شائعة بين الجنود، الأمر الذي مكّنهم من حمل المعدّات بينما يتتبّعون الوقت. وبعد الحرب، شهد عالم صناعة الساعات ابتكارات جديدة، فتمّ إطلاق أوّل ساعة أوتوماتيكيّة عام 1923، وأوّل ساعة من رولكس مقاومة للمياه في عشرينيّات القرن العشرين، وأوّل ساعات المعصم المزوّدة بكرونوغراف من بريتلينغ عام 1915، وساعة Reverso الأيقونيّة من جيجر-لوكولتر عام 1931 التي تؤمّن الحماية للعلبة بفضل آلية القلب فيها. وعندما شهدت سبعينيّات القرن العشرين على ولادة حركات الكوارتز، اتّخذت علامات الساعات وجهة أكثر ابتكارًا نحو إبداع الساعات الذكيّة وتصاميم أرفع وأخفّ تجسّد العمليّة.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال