اكسسوارات

تطوّر الحقائب في قصّة

صورة الغلاف من Instagram.com/hermes

منذ آلاف السنين، تمّ اختراع الحقائب لحمل الحاجيات الثمينة، وما قد لا يعرفه البعض هو أنّها ابتكرت بالأساس للرجال. وخلف الحقيبة التي نراها اليوم تاريخًا طويلًا من التطوّر والابتكار يستحقّ الاستكشاف.

تطوّرت الحقائب في الوقت عينه مع الموضة والثقافات مع مرور الزمن – مع كونها في البدء إكسسوار يحمله الرجال. في الحقيقة، هذا يفسّر لما تظهر الكتابات الهيروغليفية من مصر القديمة الرجال وهم يحملون حقائب حول خصرهم. وشهد القرن الثامن عشر على ظهور مفهوم "حقيبة اليد" – الذي يشير إلى أمتعة الرجال اليدويّة. مصنوعة من جلد الحيوانات وألياف النباتات، كانت تستخدم لحمل أدوات الصيد والجمع.

وفي خلال العصور الوسطى، تحلّت الحقائب بطبيعة مواكبة للموضة أكثر إذ أصبحت وسيلة للتعبير عن النفس وشهادة لحرفيّة صانعها من خلال تطريزاتها وتفاصيلها المجوهرة. وبعد ذلك، أصبح العريس يقدّم لعروسته ما عُرف بحقيبة العروس وكانت مطرّزة بقصص حبّ وأشعار كهدايا العرس حتى القرنين 16 و17 حين شهدت الموضة على تغيير جذريّ. وأصبحت الحقائب التي كانت النساء تلفّها حول الخصر غير عمليّة مع فساتينهنّ الكبيرة، الأمر الذي أدّى إلى ابتكار الجيوب وبالتالي إلى تغيير في الموضة الرجاليّة. فجرّدتهم الجيوب من ضرورة حمل حقيبة وبدأوا بالمقابل بحمل حقائب أصغر تحتوي على أموالهم – فأصبحت محفظات في ما بعد.

وعندما تغيّرت الموضة من جديد في القرن 18 وهيمنت التصاميم الأكثر أناقة، أصبحت فساتين النساء أرفع – فلم يعد بإمكانهنّ حمل حقائبهنّ حول الخصر. لذا، أعيد ابتكار الحقيبة بأساليب أنحف واستخدمت لتوضع حول المعصم. بينما كانت شخصيّات الطبقة الراقية يحملن حقائب أنيقة، كان الناس من الطبقة الدنيا يحملون حقائب نفعيّة – مثل حقائب ساعي البريد. وكلّما تطوّرت الموضة، لم يحدّد الإكسسوار هذا طبقة من يحمله الاجتماعيّة فحسب بل سلّط الضوء أيضًا على حريّة تنقّله. لذا، عندما بدأت النساء بالعلاقات الاجتماعيّة والسفر في نهاية القرن 19، أصبحت الحقائب رمزًا لحريّتهنّ واستخدمت لحفظ التذاكر والأوراق والمال. وفي ذلك الحين، بدأت الدور مثل لويس فويتون بتصميم حقائب نفعيّة على شكل أمتعة صغيرة ذات مقابض متينة وأقسام متعدّدة وكبسة للإغلاق، الأمر الذي جعل الحقائب إكسسوارًا محبوبًا لم يكفّ عن التطوّر منذ ذلك الحين فبلغ قمّة الابتكار في القرن 20.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال