جمال

العناية بالبشرة في قصّة

صورة الغلاف من Instagram.com/guerlain

مثل كلّ شيء في الحياة، لبست العناية بالبشرة حلّتها التي نعرفها اليوم عقب تاريخ مليء بالتطوّرات. في الحقيقة، يمكن تتبّع مفهوم العناية بالبشرة إلى مصر القديمة إذ كان المصريّون أوّل من سجّلوا الروتينات التي اتّبعوها للعناية بالبشرة، وتبعهم الصينيّون واليونانيّون والرومانيّون. لذا، فلنستكشف هذا التاريخ!

بدأت القصّة عندما التجأ المصريّون إلى الطبيعة بحثًا عن طريقة لتجميل إطلالاتهم. وفي الحقيقة، ما يفسّر جمال الملكات المصريّات هي العناية الفائقة التي خصّصنها لبشرتهنّ، ويشكّل جمال الملكة كليوباترا الأزليّ خير دليل على ذلك – مثل حمّامها الشهير بالحليب. ومع مرور الوقت، بدأوا بابتكار مستحضرات طبيعيّة للعناية بالبشرة من زيت الزيتون وبيض النعامة والعجين والحليب والزيوت الأساسيّة من النباتات والأعشاب. وبينما صُنعت مستحضرات التقشير من الرمل والألوي فيرا، استُخدمت زيوت النباتات كمرطّبات أو علاجات لمشاكل معيّنة للبشرة مثل علامات تمدّد البشرة.

بدأت العناية بالبشرة الحقيقيّة في الصين في عهد عائلة تشين عندما طوّرت الامبراطورة روتينات العناية بالبشرة خاصّتها وسجّلتها في كتاب – من ضمنها منظّفات طبيعيّة مصنوعة من أعشاب البحر وقناديل البحر، وتدليك الوجه، وتمارين لتحفيز الدورة الدمويّة في الخدود والجبين، بالإضافة إلى نظام غذائي لتحسين البشرة. وبالعلم أنّ البشرة البيضاء كانت الصيحة الرائجة، استخدم الصينيّون أيضًا الهلام والمرطّبات الطبيعيّة لإزالة الأصباغ وتبييض بشرتهم وكانت مصنوعة من المفتّحات مثل فطر سونغيي، بينما طوّروا المفهوم الشامل للعناية بالبشرة بإيمانهم أنّ التغذية وأسلوب العيش الصحيّ هما الطريق للحفاظ على بشرة جميلة.

بعد ذلك، قدّم اليونانيّون مأخذهم الخاصّ عن العناية بالبشرة. على الرغم من أنّهم استعاروا الكثير من الأسرار الجماليّة المصريّة، عدّلوا طرقهم الخاصّة لاستخلاص الزيوت والخلاصات من الأعشاب وغيرها من النباتات. وبينما كان العسل خيارهم للترطيب، كانت الزيوت والرمل لحماية بشرتهم من أضرار الشمس. أمّا الرومانيّون فربطوا العناية بالبشرة بالنظافة وقدّموا ثقافة الاستحمام. وبينما انتشرت الامبراطوريّة الرومانيّة في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، أُضيفت مكوّنات جديدة كثيرة وتمّ ابتكار مستحضرات جديدة.

وبقيت البشرة البيضاء الباهتة مشهورة في كلّ تلك الفترات وانتشرت في أنحاء أوروبا أيضًا حيث مزجوا الرصاص والخلّ لابتكار كريم أساس مبيّض. وعلى الرغم من أنّ الأطباء بدأوا باكتشاف آثار الرصاص الجانبيّة، بقي يُستخدم حتى أوائل القرن العشرين حين تطوّرت العناية بالبشرة بشكل ملحوظ وبدأت العلامات الجماليّة تبتكر مستحضرات متاحة للنساء في كلّ مكان – فقدّمت تدريجيًّا مكوّنات متطوّرة جعلت العناية بالبشرة ما هي عليه اليوم.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال