أسلوب حياة

السفر والسياحة في قصّة

صورة الغلاف من Instagram.com/louisvuitton

اجتاز السفر والسياحة كما نعرفهما اليوم شوطًا كبيرًا منذ أن أبصرا النور. غير أنّ القرن السابع عشر قد شهد على اجتماع الإثنين فبدأت قصّة سنبقى إلى الأبد ممتنين لها.

ولد مفهوم السفر بهدف السياحة من رغبة الناس باستكشاف أراضٍ جديدة والاستمتاع بوقتهم بعيدًا عن مسكنهم. وفي القرن السابع عشر، بدأ نبلاء بلاد أوروبا الغربيّة والشماليّة بالجولة الكبرى التي كانت في ذلك الحين رحلة تشمل عادةً فرنسا والمانيا وإيطاليا واليونان – معتبرينها طريقة ليتعلّموا عن التاريخ والفنّ والإرث الثقافيّ.

وبعد قرن، انتشرت العادة هذه بين طبقات أغنى من المجتمع في أنحاء أخرى من العالم مثل أمريكا. وفي خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، خلّفت الثورة الصناعيّة أثرها الخاصّ على الظاهرة هذه إذ أدّت التحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتكنولوجيّة الرئيسة التي خلّفتها إلى انتشار مفهوم السياحة في بقية أنحاء العالم. لم تظهر طبقات اجتماعيّة جديدة فحسب، بل شهد قطاع النقل أيضًا على تطوّرات ساهمت بولادة طرق ترفيه وسفر جديدة. فمع وصل شبكات سكك الحديد أوروبا بقارّات أخرى، أصبح القطار وسيلة النقل المختارة.

ارتقى القرن التاسع عشر بالسفر والسياحة إلى مستوى جديد بالكامل إذ تأسّست أولى وكالات السفر وراحت تقدّم عروض عطلات للمجموعات تشمل النقل والإقامة وتذاكر الطعام – الأمر الذي جعل نفقات السفر أدنى. ومع الانتاج الضخم للباصات والسيارات في القرن العشرين، استمرّ قطاع السياحة بالنمو، بخاصّةٍ على ساحل البحر المتوسّط. ومن التطوّرات الأخرى التي شهدها القرن هذا أيضًا كانت السفر الجوي – الذي ساهم أكثر بعد في ازدهار السياحة. غير أنّ أزمة طاقة قد برزت في سبعينيّات القرن العشرين فشهد قطاع السياحة ركودًا نتيجةً لها أصبحت بعده نفقات السفر أرخص، الأمر الذي جعل السفر نشاطًا ترفيهيًّا متاحًا للكثيرين.

واليوم، بعد تاريخٍ حافل بالتطورات، أصبحت السياحة إحدى أقوى ركائز الاقتصاد ونشاط يستمتع الجميع به من دون استثناء.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد



شارك المقال