مجوهرات وساعات

هوسي بالمجوهرات – البروش، قطعة من التّاريخ

صورة من شوميه

عادتْ البروشات لتفرض نفسها بقوّة في عالم الموضة والمجوهرات مؤخّراً. من شانيل إلى شوميه وبوشرون وشوبارد وديور، أعادتْ معظم دور المجوهرات الشّهيرة إحياء هذه القطعة بأرقى الأساليب. والجدير بالذّكر هنا أنّ هذا التّصميم ليس بقطعة جديدة في عالم المجوهرات، إذ إنّه يتّسم بتاريخ عظيم يجدر تسليط الضّوء عليه.

لم تكن البروشات مخصّصة في الأساس لتكون قطع مجوهرات بل كانتْ قطع عمليّة تُستخدم لتثبيت الملابس وتمّتْ صناعة القطع الأولى منها باستخدام الشّوك وحجر الصّوّان حتّى العصر البرونزيّ حيث إستُبدلتْ هذه المواد بالمعادن.

وفي فترة الإمبراطوريّة البيزنطيّة، أصبح الهدف من هذه التّصاميم تزيينيّ أكثر فبدأتْ النّساء باستخدامها لتثبيت الأوشحة والشّالات. وعلى غرار أيّة قطعة نستخدمها في أيّامنا هذه، تطوّرتْ البروشات فأصبحتْ قطعاً تزيّن الإطلالات.

قطعتْ البروشات مراحل عديدة لتصبح ما هي عليه الآن في عالم المجوهرات.

 أوّلاً، أتتْ هذه القطع على شكل بروشات الحِداد التي كانتْ تُعتمد لتخليد ذكرى الأحبّاء الأموات وإكتسبتْ هذه القطع شهرة كبيرة في القرنين الثامن عشر والتّاسع عشر وكانتْ تأتي مزيّنة بلآلئ صغيرة مجسّدة للدّموع وأحياناً بقسم مخصّص لخصلة شعر من رأس الشّخص المتوفّي، إلى جانب إسمه وتاريخ ميلاده ووفاته المحفورة في الجزء الخلفيّ للقطعة. 

ثمّ جاءتْ بروشات Aigrette في القرنين التّاسع عشر والعشرين. إتّخذتْ هذه الأخيرة شكل الرّيش المزيّن بأحجار العقيق المسطّحة أو حبّات الماس وكانتْ في أغلب الأحيان مجسّدة لطير يحلّق حول الرّيش، تمّ تخصيص هذه القطع لتزيين الشّعر وكانتْ تأتي متّصلة بتاج في أغلب الأحيان.

أمّا بروشات Entremblantفأصبحتْ تصاميماً متماشيةً مع الموضة في القرنين الثامن عشر والتّاسع عشر قبل إكتشاف الكهرباء. وكانتْ هذه القطع تأتي مزيّنة بزهور وسطها متّصل بآليّة تخوّلها التّحرّك عند إعتمادها، ما أضفى تأثيراً رائعاً عند تلألؤ حبّات الماس على ضوء الشّموع.

ونصل إلى بروشات الحبّ وتسمّى أيضاً بروشات Sweetheart التي كان الجنود يهدونها لحبيباتهم قبل إنطلاقهم للمشاركة في الحرب العالميّة الأولى. وكانتْ هذه القطع تأتي مزيّنة بعصافير الحبّ أو قلبين أو بتمنّيّات أو أخبار سعيدة ومناصب عائليّة، فكانتْ التّجسيد المثاليّ للحبّ آنذاك. 

أمّا في فترة العشرينيّات والثلاثينيّات، فتمّ إبداع دبابيس الفساتين وإتّخذتْ البروشات منحىً أكثر تماشياً مع الموضة. وأبدعتْ كلّ من كارتييه وفان كليف اند آربز وتيفاني أند كو وعدد كبير من دور المجوهرات الرّاقية تشكيلة من الأساليب المختلفة لمحبّات البروشات. فسواء أكانتْ متّصلة بأشرطة الكتف في الفساتين أو على مستوى العنق في الجانب الأيمن أو الأيسر للفساتين  أو أطراف الأكمام، مزيّنة الأكسسوارات مثل الأحذية أو حتّى الحقائب، لا تزال تصاميمها الملفتة للأنظار خالدة حتّى يومنا هذا، كما أنّها لا تزال تذهلنا.

 

ميرلّا حدّاد



شارك المقال