مجوهرات وساعات

مقابلة حصرية مع كريستيان سلموني

إنشغلَ كريستيان سلموني، المدير الفنيّ في دار فاشرون كونستانتين، بإعطاء شكل جديد للدّار المنغمسة في التّصاميم التّقليديّة، إذ تبحث العلامة الكلاسيكيّة الآن عن تحدّيات إبتكاريّة في صناعة السّاعات بإعادة تعريف الأناقة وبإبداع قطع ساحرة رفيعة وحتّى تطوير أكثر ساعات الجيب تعقيداً. متحدّر من عائلة ضليعة بصناعة السّاعات، ساهم هذا الأخير في خلق تاريخ الدّار مع الإستمرار بإبداع ساعات راقية تميّزتْ بمستوى عالٍ من الصّناعة الحرفيّة. وكان لموقع أزياء مود حديثاً مع كريستيان سلموني في خلال المعرض الدّوليّ للسّاعات الرّاقية. 

هل بامكانك التّحدّث عن لحظات التّغيير الأساسيّة في دار فاشرون كونستانتين؟

إنضممتُ إلى الشّركة في عام 1990، ومنذ ذلك الحين، شهدتُ على عدّة تغيّرات. في ذلك الوقت، كانتْ صناعة السّاعات قد بدأتْ تصبح رائجة؛ وأدّى البحث عن التّعقيدات إلى إعتماد تعقيدات عالية المستوى في السّاعات الميكانيكيّة التّدوير – إعتماد تعقيدات التّوربيون مثال على ذلك. فقد شهد عدداً أكبر من محبّي السّاعات على هذا النّوع من الهندسة التي هي صناعة السّاعات. إذن، بالنّسبة لي هذه هي أكثر السّمات المثيرة للإهتمام  التي شهدتُ عليها. في الواقع، عندما بدأتُ بالعمل في الشّركة، لم أكن أعلم أنّ صناعة السّاعات ستغدو بهذه الأهميّة وستصبح مثيرة للإهتمام لهذه الدّرجة.

كيف تُحدث توازناً بين السّمات الإبتكاريّة التّقنيّة والسّمات الفنيّة في فاشرون كونستانتين؟

تأسّستْ هذه الدّار في عام 1755 ولطالما تمثّلتْ مهمّتها باتّباع خُطى الأجيال التي سبقتْها. نعملُ  على إيجاد التّوازن المثاليّ  بين الجانب التّقنيّ من صناعة السّاعات والجانب الجماليّ- إحداث هذا التّوازن هو من أهمّ إهتماماتنا. ولا يتّسم هذا الأمر بسهولة التّنفيذ دائماً. فمثلاً، هذه السّنة، أبدعنا ساعة مذهلة تتميّز بتعقيدات جميلة وتتّسم بالأناقة والرّفع. وتشكّل ساعة الجيب 57260 عرض 57 تعقيدات على الجانبين ويمكنني القول أنّ من المستحيل تقريباً تصميم ساعة مشابهة. غير أنّنا قد نجحنا في تصميمها. إنّنا نبذل قصارى جهدنا لإحداث توازن بين الجانب الجماليّ والجانب التّقنيّ للسّاعة.

كم من الوقت تستغرق صناعة قطع المجموعة الواحدة، وبخاصّة مجموعة Métier d’art؟

تتّسم مهمّة تصميم القطع وتطويرها بالصّعوبة. وأحياناً، تراودكَ أفكار جيّدة وتظنّ أنّ بإمكانك صناعة قطعة رائعة غير أنّك لا تنجح في ذلك. ففي خلال إبداعنا لمجموعة Métier d’art قمنا بالبحث عن المواد الجيّدة التي يمكن جمعها بطريقة معيّنة للحصول على ساعة رائعة. وتحتاج ساعات مجموعة Métier d’art إلى الوقت لتطويرها –  إنّها قد تحتاج حتّى إلى وقت أطول من الوقت الذي تتطلّبه صناعة السّاعات المعقّدة بالعادة. في الواقع، نحن بصدد تنفيذ أحد المشاريع منذ ثلاثة أعوام. أحياناً، يجب عليك تخصيص الوقت الكافي لصناعة هذا النّوع من السّاعات، إذ تتّسم هذه الصّناعة بصعوبة كبيرة.

هل يتأثّر سعر السّاعة بمدى تعقيد العمليّة الإبتكاريّة؟

لا نقوم بتصميم ساعاتنا بهدف تسعيرها لأنّ في تلك الحالة تخسر السّاعة قيمتها المعنويّة التي هي أهمّ عنصر فيها. وتتّسم مجموعة Métier d’art بروح إبتكاريّة عالية المستوى ولديها مكانة مهمّة جدّاً في قلوبنا.

ما هي قطعك المفضّلة؟

أحبّ السّاعات البسيطة للغاية لأنّها صعبة التّصميم – وإنّ إيجاد ساعة بسيطة وأنيقة وراقية في الوقت عينه مهمّة بغاية الصّعوبة. قطعتي المفضّلة تنتمي إلى مجموعة تمّ إطلاقها منذ ثلاثة أعوام وإنّها مزيج من ساعات اليد وتقنيّات الزّخرفة باستخدام المكينات والطّلاء.

ما هي إبداعات السّنة الجديدة؟

هذه السّنة، سنطلق مجموعة Overseas الرّياضية غير الرّسميّة التي تمّ إبداعها سنة 1996. لقد إمتدّ أوّل جيل أبدعناه من هذه السّاعة من سنة 1996 حتّى سنة 2004 أمّا الجيل الثّاني فامتدّ من عام 2004 حتّى الآن. هذه القطعة عبارة عن ساعة راقية رياضيّة تتوفّر في خمس نسخات: السّاعة النّسائيّة والكرونوغراف الأوتوماتيكيّ والسّاعة البالغة الرّفع والسّاعة المعقّدة البسيطة والبالغة الرّفع والمزوّدة بتقويم. وتحتلّ مجموعة Overseas جزءاً كبيراً من إبداعاتنا، إذ إنّنا تميّزنا بصناعة السّاعات الرّاقية الرّياضيّة منذ عشرات السّنين. وفي خلال إبداع هذه المجموعة، أردنا جمع أسلوبنا الكلاسيكيّ مع التّصاميم المعاصرة. وتضمّنتْ الحركات كلّها رمز Geneva وتمّتْ صناعتها في ورش عمل الدّار. وهنا يكمن العنصر الأساسيّ في المجموعة، إذ إنّنا كنّا نعتمد حركات أخرى في الماضي. ويشكّل كلّ من القرص المميّز واللّون الأزرق المميّز سمتان مهمّتان في السّاعة. لقد قرّرنا تطوير لون أزرق مميّز – نطبّق طبقات من الأزرق وحين يجفّ الطّلاء، نقوم بصناعة نافذة السّاعة والتّاريخ ووضع المؤشّرات فينتج عن ذلك لون أزرق داكن ومثير للإهتمام مع تدرّجات مختلفة.

 

سميتا ساداناندن



شارك المقال