مجوهرات وساعات

مقابلة مع بيير رينيرو

قال المدير الصّوريّ والمسؤول عن الأساليب والتّراث في دار كارتييه، بيير رينيرو، ذات مرّة: "نؤمن في كارتييه أنّ من نقاط القوّة التي يتّسم بها تصميم ناجح إمكانيّته على التّغيّر مع مرور الوقت." ظلّتْ الدّار وفيّة لهذه النّظرة وكشفتْ عن مجموعتي Juste un Clou و Ecrou في معرض Salone Del Mobile، مضيفةً لمسة من البريق إلى الحدث الذي ترقّبه الجميع بفارغ الصّبر.

وتسنّتْ لموقع أزياء مود فرصة لقاء بيير رينيرو ومناقشة تفاصيل سيرته المهنيّة والمجموعات الجديدة ونظرة الدّار الفعليّة للأساليب.

ما الذي يمكنكَ إخبارنا إيّاه عن مسيرتكِ مع كارتييه؟

لم تبدأ مسيرتي المهنيّة في كارتييه في كنف قسم الإبداع. كنتُ أعمل في وكالة إتّصالات أمريكيّة وبعدها إقترحتْ العلامة أن أتسلّم قسم التّسويق الدّوليّ. ما أعجبني بالأمر هويّتها القويّة وإمكانيّة التّواصل مع ثقافات عديدة مختلفة تماماً عن بعضها البعض وكانتْ كارتييه واحدة من الدّور النّادرة المتّسمة بهذه الصّورة العالميّة.

فكان الأمر مثيراً للإهتمام ومفعماً بالتّحدّيات. ما يميّز مهنتي هو أنّني تخطّيتُ عدّة مراحل ولم أبدأ في قسم الإبداع لينتهي بي المطاف هنا. لذلك، أنا ممتنّ جدّاً لفرصة خوض هذه التّجربة، إذ جعلتني أتعلّم عن الجانب التّجاريّ للدّار في البلدان الأخرى وأفهم الإختلافات الثّقافيّة. وتسنّت أيضاً لي فرصة الإكتشاف أنّ التّصميم يتطلّب بُعداً فنّيّاً قويّاً، يجب أن تكون القطع جميلة وأن تلفت الإنتباه، إلى جانب محاكاتها لأسلوب حياة معيّن.

كيف تصف علاقة النّساء الشّرق أوسطيّات بالمجوهرات؟

لا تكتفي النّساء الشّرق أوسطيّات باعتبار المجوهرات طريقة للتّميّز، بل إنّها تزوّدهنّ بلذّة الحياة. أمّا على الصّعيد الإجتماعيّ، كانتْ المجوهرات تجسّد الطّبقات الإجتماعيّة في الثّقافة الغربيّة. وتُسمّى هذه القطع مجوهرات إحتفاليّة. لا يزال مفهوم هذه المجوهرات موجوداً ولكن من دون أن يتكلّم عنه النّاس مثل قبل. أصبح الكشف عن الطّبقة الإجتماعيّة أمام الآخرين واقعاً حقيقيّاً. إنّه أمر متعلّق بالثّقة في النّفس ولا يزال يُطبّق في عدّة دول ولا تشكّل منطقة الشّرق الأوسط أيّ إستثناء.

نحن هنا اليوم للإحتفال بإطلاق مجموعة Juste un Clou الجديدة. ما الذي يجعل هذه المجموعة التي تعود إلى حقبة السّبعينيّات مجسّدة لهويّة الدّار وإرثها؟

عندما نكشف عن قطعة مجوهرات معيّنة، لا نركّز إهتمامنا على جمالها فحسب، بل أيضاً على تجسيدها لهذه الحقبة. وجدتْ هذه القطعة مكانها على أصابع ومعاصم زبوناتنا اليوم وسيرغبنَ هؤلاء في شراءها، لا يعود السّبب إلى جمالها الباهر فحسب، بل لأنّهنّ يرغبنَ في إعتمادها، وهذا تجسيد لفكرهنّ المواكِب للعصر. لقد ركّزنا إهتمامنا على هذا الجانب وعلى فكرة عدم تأثير تاريخ هذه القطعة العريق الذي يعود إلى السّبعينيّات على نجاحها اليوم.

أخبرنا قليلاً عن تاريخ هذه المجموعة والتّغييرات التي شهدتْ عليها هذه الأخيرة منذ السّبعينيّات وحتّى الآن.

تمّ الكشف عن هذه المجموعة عام 1969. وتوقّفنا عن التّسويق لها لفترة عند إطلاقنا سوارLove de Cartier. قبل عدّة سنوات، إعتقدنا أنّ هذه القطعة إستثنائيّة وها نحن نعتمد النّظرة نفسها في الوقت الحاليّ. اليوم، لسنا في صدد عرض السّوار فقط أمام الجميع، بل أيضاً نكشف عن عدّة تعديلات فيه. لدينا العقد الضّيّق والسّوار الثّخين.

أمّا في ما يختصّ بالتّعديلات التي شهدتْ عليها مجموعة Juste un Clou،  فكان رأس المسمار مربّعاً في بداية القرن العشرين وكذلك طرف السّوار. 

كيف تساهم هذه المجموعة في تمييزكم على صعيد مصادر الوحي؟

لقد إستوحينا من عدّة عناصر من الحياة اليوميّة. ما يميّزنا هي المواضيع التي نستوحي منها، مثل الهندسة والفنون التّزيينيّة بشكل عامّ، ليس فقط المجوهرات. نستوحي أيضاً من الثّقافات والحضارات وخصّيصاً من هندستها وآثارها.

ما هي المجموعة التي حقّقتْ نجاحاً أكبر برأيك، مجموعة Juste un Clou أو مجموعة Ecrou؟

تعتبر مجموعة Juste un Clou كاملة متكاملة، تتضمّن كلّ من الخواتم والأساور والعقد الضّيّق، إنّها ستحقّق نجاحاً ساحقاً حتماً. أمّا مجموعة Ecrou  فهي عبارة عن سوار فقط، ولكن دار كارتييه تحرص دائماً على أن تفي كلّ قطعة حقّها ودائماً ما نحافظ على قوّة القطعة من خلال تطويرها.

كيف تصف المرأة أو الرّجل اللّذان يعتمدان تصاميم كارتييه؟

من الصّعب جدّاً وصفهما، نركّز إهتمامنا الكلّيّ على القطعة في خلال العمليّة الإبداعيّة والعمل عليها بشكل عامّ. نركّز إهتمامنا على جمالها وبطبيعة الحال، نرفض أن تكون هذه الأخيرة مجسّدة لأسلوب حياة معيّن. بمعنىً آخر، نؤمن أنّ الزّبون لديه حرّيّة العيش مع تصاميمنا مثلما يريد. عندما نطلق تصاميم جديدة، لا نفكّر أبداً بشخصيّة الإنسان الذي سيعتمدها. نؤمن أنّ الرّجل أو المرأة اللّذان يعتمدان تصاميم كارتييه يتّسمان بالتّحرّر، إذ يتطلّب إعتماد مجوهرات كارتييه بأساليبها المميّزة النّضّوج الرّوحيّ.

ما هي المعايير التّصميميّة التي ترتكز عليها كارتييه في إبداعاتها؟

لا أحبّ أن استخدم كلمة "معايير"، بل أفضّل كلمة "تواصل". نهدف من خلال تواصلنا مع الغير إلى تعريف الأفراد إلى تصاميمنا. عندما يتعلّق الأمر بالعمليّة الإبداعيّة، لا نتكلّم عن المعايير؛ إنّنا نتكلّم عن الأساليب ونعتبرها لغة حيّة. عندما نتكلّم عن اللّغة، نتكلّم عن القواعد بالنّسبة لعناصر التّصميم الخالدة غير المتغيّرة وعن الكلمات الدّالّة على الجماليّة التي تخوّلنا وصف الغنى. وبما أنّ مفردات اللّغة الحيّة في تطوّر مستمرّ، إنّها تشهد دائماً على إضافة كلمات جديدة إليها. وهذا هو الجانب الإيجابيّ للتّكلّم عن اللّغة عوضاً عن المعايير.  

ما هي طبيعة العلاقة التي تربط كارتييه بمنطقة الشّرق الأوسط؟

سافر جاك كارتييه إلى الشّرق الأوسط عام 1911 وتوقّف في دبي للبحث عن اللّآلئ.

أمّا أنا شخصيّاً، وفي خلال رحلات السّفر التي قمتُ بها إلى الشّرق الأوسط، تعلّمتُ الكثير عن الأشخاص الذين إلتقيتُ بهم في البلدان المختلفة، ليس فقط في الخليج العربيّ لأن متاجرنا منتشرة هناك أيضاً نظراً لتميّز تصاميمنا. نقدّر زبائننا الشّرق أوسطيّين الذين يدفعوننا إلى إعطاء المزيد والذين يعشقون إعتماد إبداعاتنا.

 

ميرلّا حدّاد



شارك المقال